في عالم كرة القدم، حيث تتصارع الأندية على اللقب والفخر، تبرز الديربيات الكلاسيكية كأبرز اللحظات التي تجسد روح المنافسة الحقيقية. هذه المواجهات ليست مجرد مباريات عادية؛ إنها حروب تاريخية تجمع بين الجيران، الثقافات، والعواطف العميقة.
من "إل كلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة، مروراً بـ"أولد فيرم" بين سلتيك ورينجرز، وصولاً إلى "السوبر كلاسيكو" بين بوكا جونيورز وريفر بليت، تكشف قوائم اللاعبين الأكثر تسجيلاً للأهداف قصصاً عن أبطال صنعوا التاريخ بضرباتهم الساحرة. في هذا المقال، نستعرض أبرز هؤلاء اللاعبين، مستعرضين إنجازاتهم وتأثيرهم في أكثر الديربيات حماسة، معتمدين على إحصائيات تاريخية دقيقة لنكشف كيف تحولت الأهداف إلى رموز للانتصار والأسطورة.
إل كلاسيكو: ليونيل ميسي، الملك الذي لا يُقهر
بدأ ميسي رحلته في الديربي عام 2005، وسجل أول هاتريك له في 2007، مساهماً في فوز البرشلونة 3-0. كان ميسي ليس مجرد هداف؛ بل صانع لعب، حيث قدم 14 تمريراً حاسماً، مما يجعله الأكثر مساهمة في الأهداف (40 مساهمة إجمالاً).يتبع ميسي كريستيانو رونالدو، الذي سجل 18 هدفاً في 30 مباراة مع الريال، بما في ذلك هاتريك تاريخي في 2010. ألفريدو دي ستيفانو، أسطورة الريال في الخمسينيات، يشارك رونالدو في الرقم نفسه، بينما يأتي كريم بنزيما بـ12 هدفاً، وكاريم بنزيما بـ16 هدفاً قبل اعتزاله. هؤلاء اللاعبون لم يسجلوا أهدافاً فحسب؛ بل غيّروا مسار البطولات، كما في فوز البرشلونة بلقب الدوري عام 2011 بفضل هدف ميسي الحاسم.
ديربي مانشستر: واين روني، الروح المتجسدة للمنافسة
في إنجلترا، يُمثل ديربي مانشستر بين يونايتد وسيتي صراعاً حضرياً يعكس تنافساً اقتصادياً وثقافياً. منذ أول لقاء عام 1881، لعب الفريقان 196 مباراة، مع تفوق اليونايتد (79 فوزاً مقابل 63 للسيتي). واين روني، أيقونة اليونايتد، يتصدر قائمة الهدافين بـ11 هدفاً في 31 مباراة، أبرزها الركلة الجوية الأسطورية عام 2011 التي ضمنت فوزاً 2-1.
كان روني، الذي قضى 13 عاماً في النادي، يُجسد الروح القتالية، حيث سجل في مواسم حاسمة ساعدت اليونايتد على الفوز بلقب الدوري.يرتفع إرلينغ هالاند، نجم السيتي، بسرعة في القائمة بـ6 أهداف في 5 مباريات فقط، بما في ذلك هاتريك في 2022. سيرجيو أغويرو، الذي أنهى مسيرته بـ9 أهداف، يتذكر الجماهير لهدفه الأيقوني عام 2012 الذي منح السيتي اللقب. إريك كانتونا، بـ8 أهداف، وكولين بيل بنفس الرقم، يمثلان عصوراً سابقة، حيث كان كانتونا يُلقب بـ"الملك" لتأثيره النفسي. هذا الديربي شهد أعلى عدد أهداف في مباراة واحدة (6-3 للسيتي عام 2022)، مما يبرز كيف يتحول اللاعبون إلى أبطال في لحظات الضغط.
ديربي ميلان: جوزيبي ميتزا، إرث الـ"ديربي ديلا مادونينا"
في إيطاليا، يُعد ديربي ميلان بين إنتر وميلان "ديربي ديلا مادونينا"، تكريماً لتمثال العذراء على كاتدرائية ميلان. منذ عام 1908، لعب الفريقان 242 مباراة، مع تفوق الإنتر (91 فوزاً مقابل 81 للميلان). جوزيبي ميتزا، أسطورة الإنتر في الثلاثينيات، يحمل الرقم القياسي بـ12 هدفاً في 37 مباراة، وهو اللاعب الوحيد الذي فاز بالديربي 6 مرات متتالية.
ميتزا، الذي سمي الملعب تيمناً به، كان رمزاً للإنتر، مساهماً في 281 هدفاً إجمالياً.يتبعه ستيفانو نيرز بـ11 هدفاً، وغانار نوردال بـ11 أيضاً للميلان. في العصر الحديث، يبرز روميلو لوكاكو بـ5 أهداف متتالية بين 2019-2021، بينما يقترب لوتارو مارتينيز من العشرة مع 8 أهداف. هذا الديربي شهد أكثر الفترات سيطرة، كما في فوز الإنترميلان 5 مرات متتالية بين 2023-2024، مما يعكس كيف يصبح الهدافون رموزاً للانتصارات المتتالية.
ديربي ميرسيسايد: إيان راش، شبح غوديسون بارك
أولد فيرم: ألي ماكويست، الرجل الذي أحب الديربي
في اسكتلندا، يُعد "أولد فيرم" بين سلتيك ورينجرز أكثر الديربيات طائفية، مع 444 مباراة ورينجرز يتقدم (169 فوزاً مقابل 167). ألي ماكويست، أيقونة رينجرز، سجل 27 هدفاً في 55 مباراة، وهو قياسي يفوق الجميع. كان ماكويست، الذي لعب 15 عاماً، يُلقب بـ"الرجل الذي أحب الديربي"، مساهماً في فوز رينجرز بلقب 1988-1989.جيمس ماكغروري لسلتيك يتبعه بـ22 هدفاً، وهنريك لارسون بـ15. في الديربي، سجل أكبر فوز سلتيك 7-1 عام 1957، مما يعكس السيطرة الدرامية لهؤلاء الهدافين.
السوبر كلاسيكو: أنجل لابرونا، روح بوينس آيرس
في الأرجنتين، "السوبر كلاسيكو" بين بوكا جونيورز وريفر بليت يجسد الصراع الاجتماعي، مع 260 مباراة وريفر يتقدم (105 فوزاً). أنجل لابرونا، أسطورة ريفر، سجل 16 هدفاً في 37 مباراة، وهو رقم قياسي. كان لابرونا، الذي سجل 317 هدفاً لريفر، رمزاً للـ"ميليوناريوس".أوسكار ماس يتبعه بـ12 هدفاً، وبولو فالنتيم لبوكا بـ10. في 2018، أدى الديربي إلى إيقاف مباراة بسبب غاز المسيل، مما يبرز الشدة، لكن الأهداف مثل تلك لدييغو مارادونا عام 1981 تبقى أسطورية.
ديربي شمال لندن: هاري كين، الوريث الشرعي
أخيراً، ديربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام يعود إلى 1887، مع 196 مباراة وتفوق أرسنال (83 فوزاً مقابل 61). هاري كين، نجم توتنهام، سجل 14 هدفاً في 20 مباراة، متفوقاً على إيمانويل أديبايور (10 أهداف). كان كين، الذي غادر إلى بايرن ميونيخ، يُجسد التحدي، بما في ذلك هدفين في تعادل 2-2 عام 2023.روبرت بيريز لأرسنال سجل 8 أهدافاً، متعادل مع ألان سانديروند. ثييري هنري بـ5 أهداف، يتذكر الجماهير لهدفه الفائز عام 2000. هذا الديربي شهد أعلى تسجيل (5-4 لأرسنال عام 2004)، مما يعكس الإثارة.
الأهداف التي تخلد الذكريات
في الديربيات الكلاسيكية، لا تُحسب الأهداف بالأرقام فحسب؛ بل بالعواطف التي تثيرها. من ميسي في إل كلاسيكو إلى ماكويست في أولد فيرم، هؤلاء اللاعبون لم يسجلوا أهدافاً؛ بل بنوا إرثاً يتجاوز الملاعب. مع تطور الكرة، قد يظهر نجوم جدد، لكن هذه القوائم تذكرنا بأن المنافسة الحقيقية تبدأ عندما يلتقي الخصمان الأبديون. هل سيكسر هالاند رقم روني؟ أم سيحقق صلاح إنجاز راش؟ الديربيات وحدها ستحدد.



رأيك يهمنا عزيزى القارئ