رغم أن منتخب كتالونيا ليس معترفًا به رسميًا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلا أنه يمتلك تاريخًا عريقًا وسجلًا حافلًا من المباريات الودية التي جمعت بين نجوم كبار ارتدوا قميص الإقليم بفخر.
قد شكّل هذا المنتخب واجهة رياضية وثقافية تعبر عن هوية كتالونيا، وضم عبر تاريخه عددًا من الأساطير الكروية الذين تركوا بصمتهم في الملاعب الإسبانية والعالمية.منتخب كتالونيا لم يكن يومًا مجرد فريق يلعب مباريات ودية، بل هو رمز لهوية وثقافة وتاريخ يمتد لعقود طويلة.
الأساطير الذين دافعوا عن ألوانه تركوا بصمة لا تُمحى، وجعلوا من هذا المنتخب واجهة فخر لجماهير كتالونيا حول العالم.ورغم غياب الاعتراف الرسمي، فإن حب اللاعبين والجماهير له يجعل من منتخب كتالونيا قصة كروية لا تموت.
منتخب كتالونيا بين الهوية الرياضية والجدل السياسي
يُعتبر منتخب كتالونيا لكرة القدم من أكثر المنتخبات إثارة للجدل في تاريخ الكرة الإسبانية. فقد تأسس في بدايات القرن العشرين، وشارك في عدد من المباريات الودية التي جمعت نخبة من نجوم الإقليم بمنتخبات عالمية مثل البرازيل والأرجنتين.
لكن رغم تاريخه العريق وامتلاكه قاعدة جماهيرية ضخمة، لم يحصل المنتخب على اعتراف رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو الاتحاد الأوروبي (يويفا)، بسبب اعتباره جزءًا من الدولة الإسبانية.
هذا الوضع خلق حالة من الاختلاف الدائم بين من يرى في المنتخب رمزًا رياضيًا لهوية كتالونيا، ومن يعتبره خطوة سياسية نحو الانفصال.
ومع ذلك، ظل المنتخب واجهة مشرفة للمنطقة، وميدانًا يلتقي فيه نجوم برشلونة وغيرهم لإحياء تراث كتالونيا الكروي وإبراز قوتها الفنية على المستوى الدولي. في هذا المقال، نستعرض معًا أبرز هؤلاء النجوم الذين حملوا راية منتخب كتالونيا في مناسبات عديدة.
1. كارليس بويول – أسد الدفاع الكتالوني
يُعد كارليس بويول أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم الإسبانية. اشتهر بشجاعته وروحه القتالية وولائه الكبير لنادي برشلونة ومنتخب كتالونيا.
شارك بويول في عدد من المباريات الودية مع منتخب الإقليم، وكان دائمًا مثالًا للاعب الذي يجسد الهوية الكتالونية بكل معانيها.
ورغم مسيرته المليئة بالبطولات مع منتخب إسبانيا، إلا أن تمثيله لكتالونيا كان بمثابة تعبير عن الانتماء والجذور التي لم يتخل عنها يومًا.
2. تشافي هيرنانديز – المايسترو وصانع المجد
لا يمكن الحديث عن أساطير كتالونيا دون ذكر تشافي هيرنانديز، أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ.
عرف تشافي بقدرته الخارقة على تنظيم اللعب وقراءة الملعب بدقة، وكان أحد أعمدة مشروع "التيكي تاكا" الذي غيّر وجه كرة القدم.
شارك تشافي في العديد من مباريات منتخب كتالونيا، وكان أحد أبرز الداعمين لفكرة تمثيل الإقليم في المحافل الودية العالمية، حيث رأى في ذلك احتفاء بالهوية الثقافية قبل أن يكون تنافسًا رياضيًا.
3. جيرارد بيكيه – المدافع الذي لا يخشى الجدل
يُعتبر جيرارد بيكيه من أبرز الأسماء التي دافعت عن ألوان كتالونيا خلال العقدين الأخيرين.
بيكيه الذي اشتهر بشخصيته القوية وتصريحاته الجريئة، كان من أبرز الداعمين لفكرة استقلال كتالونيا رياضيًا، وشارك أكثر من مرة مع المنتخب في مباريات ضد فرق مثل فنزويلا وتونس.
إلى جانب مسيرته المذهلة مع برشلونة، كان ظهوره مع منتخب كتالونيا رمزًا لـ الانتماء والجرأة على التعبير عن الهوية.
4. سيرجيو بوسكيتس – القائد الهادئ وصمام الأمان
أحد أكثر اللاعبين اتزانًا في تاريخ الكرة الإسبانية، سيرجيو بوسكيتس كان لاعبًا أساسيًا في صفوف منتخب كتالونيا خلال العديد من اللقاءات الودية.
تميز بوسكيتس بقدرته على قراءة اللعب وقطع الكرات وتنظيم الوسط، وهو ما جعل حضوره في المنتخب الكتالوني رمزًا للثبات والولاء.
مثل تشافي وإنييستا، اعتبر بوسكيتس أن اللعب لكتالونيا واجب معنوي تجاه الإقليم الذي نشأ فيه.
5. جوسيب غوارديولا – القائد المُلهم قبل أن يصبح مدربًا أسطوريًا
قبل أن يُصبح بيب غوارديولا أحد أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، كان لاعبًا مميزًا في صفوف برشلونة ومنتخب كتالونيا.
غوارديولا شارك في العديد من المباريات الودية مع المنتخب خلال التسعينات، وكان يعتبر أن تمثيل كتالونيا هو شرف لا يقل عن تمثيل أي منتخب وطني.
كما استخدم غوارديولا مكانته لاحقًا للتحدث عن أهمية استقلالية كتالونيا الكروية، مؤكدًا أن الإقليم يملك كل المقومات لامتلاك منتخب رسمي ينافس عالميًا.
6. جيرار لوبيز ولويس غارسيا – جيل ما بعد دريم تيم
من أبرز الأسماء التي تألقت مع منتخب كتالونيا خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، جيرار لوبيز ولويس غارسيا، وكلاهما من خريجي أكاديمية "لا ماسيا" الشهيرة.
قدّما مستوى رائعًا في عدة مباريات أمام منتخبات أوروبية، وساهما في الحفاظ على الهوية الكروية الكتالونية التي تعتمد على المتعة والاستحواذ.
7. بويان كركيتش – الموهبة التي لم تكتمل
رغم أن مسيرة بويان كركيتش لم تصل لما كان متوقعًا بعد بدايته الصاروخية في برشلونة، إلا أنه كان أحد الوجوه الشابة التي مثّلت منتخب كتالونيا بفخر.
شارك بويان في مباريات عدة وهو في سن صغير، وكان يُنظر إليه كخليفة لميسي وتشافي، مما جعل ظهوره مع المنتخب الإقليمي محط أنظار الجماهير المحلية.
8. أندرياس إنييستا – الضيف الكتالوني المحبوب
رغم أن إنييستا من مدينة ألباسيتي (خارج كتالونيا)، إلا أنه شارك في بعض المناسبات مع منتخب الإقليم تقديرًا لمشواره في برشلونة وحبه العميق للمنطقة التي احتضنته.
كان حضوره مع منتخب كتالونيا رمزًا للتقدير المتبادل بين الأسطورة والنادي والجماهير التي اعتبرته أحد أبناء الإقليم بالروح لا بالمولد.


رأيك يهمنا عزيزى القارئ