أكثر اللاعبين تنقلاً بين الأندية في تاريخ كرة القدم: رحالة الساحرة المستديرة
تُعد كرة القدم رياضة تجمع بين العاطفة والمهارة والإثارة، حيث يترك اللاعبون بصماتهم في الملاعب عبر الأندية التي يمثلونها. بينما يشتهر بعض اللاعبين بالولاء لنادٍ واحد طوال مسيرتهم مثل فرانشيسكو توتي وبيليه، هناك فئة أخرى من اللاعبين أطلق عليهم لقب "الرحالة" بسبب تنقلهم المستمر بين الأندية، حيث لعبوا في عشرات الفرق عبر قارات مختلفة.
يُظهر اللاعبون الرحالة جانباً فريداً من كرة القدم، حيث يعكسون التنوع والديناميكية في عالم الساحرة المستديرة. من سيباستيان أبريو الذي جاب العالم بحثاً عن التحديات، إلى جيمس ميلنر ونيكولا أنيلكا اللذين تنقلا بين عمالقة الدوري الإنجليزي، يبرز هؤلاء اللاعبون كأمثلة للقدرة على التكيف والاستمرارية. مع تطور كرة القدم الحديثة وزيادة الانتقالات، قد نشهد أرقاماً قياسية جديدة في المستقبل.
في هذا المقال، نستعرض أكثر 10 لاعبين تنقلاً بين الأندية في تاريخ كرة القدم، مع تسليط الضوء على مسيراتهم الفريدة وأسباب تنقلاتهم.
1. سيباستيان أبريو: ملك الرحالة (31 نادياً)
يتربع الأوروغوياني سيباستيان أبريو، المعروف بلقب "إل لوكو"، على عرش اللاعبين الأكثر تنقلاً في تاريخ كرة القدم. بحلول عام 2021، لعب أبريو لـ31 نادياً في 11 دولة مختلفة، بما في ذلك الأرجنتين، المكسيك، إسبانيا، والبرازيل. بدأ مسيرته مع نادي ديفينسور سبورتينغ في أوروغواي عام 1994، ومنذ ذلك الحين تنقل بين أندية مثل ريفر بليت، أتلتيكو مدريد، وأوداكس إيتاليانو التشيلي. اشتهر أبريو بقدرته التهديفية، حيث سجل أكثر من 400 هدف في مسيرته، لكنه لم يستقر طويلاً في نادٍ واحد بسبب بحثه عن فرص جديدة وتحديات مختلفة. يُعد أبريو رمزاً للتنقل الكروي، حيث استطاع أن يترك بصمة في كل نادٍ لعب له رغم فتراته القصيرة.
2. تريفور بينجامين: الرحالة الإنجليزي (29 نادياً)
يحتل المهاجم الإنجليزي من أصل جامايكي تريفور بينجامين المركز الثاني برصيد 29 نادياً. استمرت مسيرته الاحترافية من 1995 إلى 2012، حيث لعب لأندية في الدوريات الإنجليزية الدنيا، مع فترات إعارة متكررة. قضى أطول فترة مع نادي كامبريدج يونايتد (5 سنوات)، لكنه تنقل بين أندية مثل ليستر سيتي، كريستال بالاس، وجيلينغهام. لم يحقق بينجامين شهرة كبيرة، لكنه يُعد مثالاً للاعبين الذين يواصلون اللعب في الدوريات الأقل مستوى بحثاً عن الاستمرارية والفرص. شارك في مباراتين فقط مع منتخب جامايكا، مما يعكس تركيزه على مستوى الأندية أكثر من المنتخب.
3. جون بوريدج: حارس المرمى الجوال (29 نادياً)
يتقاسم الحارس الإنجليزي جون بوريدج المركز الثاني مع بينجامين برصيد 29 نادياً خلال مسيرته التي امتدت من 1969 إلى 1997. اشتهر بوريدج بلعب فترات طويلة مع أندية مثل نيوكاسل يونايتد وأستون فيلا، لكنه قضى أربع سنوات مع بلاكبول، وهي أطول فترة له مع نادٍ واحد. كان بوريدج حارساً موثوقاً في الدوريات الإنجليزية، لكنه غالباً ما تنقل بين الأندية بحثاً عن دور أساسي. تُظهر مسيرته قدرة حراس المرمى على الاستمرار لفترات طويلة بسبب طبيعة مركزهم الذي يتطلب أقل جهداً بدنياً مقارنة باللاعبين الميدانيين.
4. لوتز بفانينستيل: أول لاعب في القارات الست (25 نادياً)
الحارس الألماني لوتز بفانينستيل يُعد من أكثر اللاعبين تنقلاً بـ25 نادياً، لكنه مميز بلقب "أول لاعب يلعب في القارات الست". بدأ مسيرته عام 1991 واختتمها في 2011، حيث لعب في دول مثل ماليزيا، جنوب إفريقيا، سنغافورة، فنلندا، نيوزيلندا، النرويج، كندا، ألبانيا، أرمينيا، البرازيل، ناميبيا، وألمانيا. حقق بفانينستيل إنجازاً فريداً عام 2008 عندما انضم إلى نادي هيرمان أيجينغر البرازيلي، ليكمل رحلته عبر القارات. على الرغم من أن مسيرته لم تتضمن ألقاباً كبرى، إلا أن تنوع تجربته يجعله رمزاً للتنقل الكروي العالمي.
5. كاريم أديبي: نجم أوروغواي الرحالة (22 نادياً)
المهاجم الأوروغوياني كاريم أديبي يأتي في المركز الخامس برصيد 22 نادياً، معظمها في أمريكا اللاتينية، مع فترات قصيرة في أوروبا وآسيا. بدأ مسيرته في أوروغواي وتنقل بين أندية في الأرجنتين، المكسيك، وتشيلي، بالإضافة إلى تجارب في الدوريات الآسيوية. كان أديبي معروفاً بقدرته على التكيف مع بيئات مختلفة، مما سمح له بالاستمرار في اللعب حتى سن متقدمة. تُظهر مسيرته كيف يمكن للاعبين من أمريكا اللاتينية استغلال الفرص في أسواق كروية متنوعة.
6. أيلتون: البرازيلي المغامر (21 نادياً)
المهاجم البرازيلي أيلتون تنقل بين 21 نادياً خلال مسيرته التي انتهت في 2013. اشتهر بموسم 2003-2004 مع فيردر بريمن، حيث فاز بلقب الدوري الألماني وتُوج هدافاً له. لعب أيلتون في أندية مثل بيشكتاش التركي وهامبورغ الألماني، لكنه غالباً ما كان ينتقل على سبيل الإعارة أو بعقود قصيرة. تنقلاته المتكررة تعكس رغبته في استكشاف تحديات جديدة، لكنه لم يستقر طويلاً في نادٍ واحد بسبب طباعه المغامرة.
7. ماريو جاردل: هداف دوري الأبطال الرحالة (21 نادياً)
المهاجم البرازيلي ماريو جاردل، الذي لعب لـ21 نادياً، اشتهر بتألقه مع بورتو البرتغالي، حيث فاز بالدوري البرتغالي ثلاث مرات متتالية وتُوج هدافاً لدوري أبطال أوروبا موسم 1999-2000. انتقل بعدها إلى غلاطة سراي التركي، ثم تنقل بين أندية في الأرجنتين، أستراليا، وأوروبا. كان جاردل هدافاً من الطراز الرفيع، لكنه لم يحقق الاستقرار بسبب بحثه عن فرص جديدة وتحديات مالية وإدارية في بعض الأندية.
8. دياوارا: المغامر الغيني (20 نادياً)
اللاعب الغيني دياوارا تنقل بين 20 نادياً، معظمها في أوروبا وتركيا. اشتهر بفترات قصيرة مع أندية مثل أرسنال وتورينو، لكنه لم يحقق الاستقرار بسبب المنافسة الشديدة في الدوريات الأوروبية. تُظهر مسيرته تحديات اللاعبين الأفارقة في الحفاظ على مكانة ثابتة في الأندية الكبرى، مما دفعه للتنقل بين الدوريات الأقل مستوى لضمان استمرارية اللعب.
9. جيمس ميلنر: الرحالة المخضرم في البريميرليغ (6 أندية)
في الدوري الإنجليزي الممتاز، يبرز جيمس ميلنر كأحد اللاعبين الأكثر تنقلاً بين الأندية الكبرى، حيث لعب لستة أندية (ليدز يونايتد، نيوكاسل يونايتد، أستون فيلا، مانشستر سيتي، ليفربول، وبرايتون). خاض ميلنر أكثر من 637 مباراة في البريميرليغ، ويُعد من اللاعبين متعددي الاستخدامات بفضل قدرته على اللعب في مراكز مختلفة. تنقلاته كانت مدفوعة برغبته في تحقيق الألقاب، حيث فاز بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي وليفربول.
10. نيكولا أنيلكا: الموهبة المتجولة (6 أندية في البريميرليغ)
المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا يُعد من أبرز الرحالة في الدوري الإنجليزي، حيث لعب لستة أندية (أرسنال، ليفربول، مانشستر سيتي، بولتون، تشيلسي، وست بروميتش). خاض 364 مباراة في البريميرليغ، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة. على المستوى العالمي، تنقل أنيلكا بين أندية مثل ريال مدريد، يوفنتوس، وشنغهاي الصيني، مما يجعله من اللاعبين الذين جربوا تجارب متنوعة عبر القارات. كانت تنقلاته غالباً نتيجة بحثه عن دور أساسي وتحديات جديدة.
لماذا يتنقل اللاعبون كثيراً بين الأندية؟
1. البحث عن فرص اللعب: اللاعبون مثل بينجامين وبوريدج غالباً ما يتنقلون بين الأندية الأقل مستوى لضمان مشاركتهم الأساسية، خاصة إذا لم يتمكنوا من حجز مكان في الأندية الكبرى.
2. التحديات المالية: في بعض الأحيان، تدفع الأندية لاعبين مثل أبريو وأديبي للانتقال إلى أسواق ناشئة مثل آسيا أو الشرق الأوسط بسبب العروض المالية المغرية.
3. طبيعة المركز: حراس المرمى مثل بفانينستيل وبوريدج يتمتعون بمسيرة طويلة بسبب تقليل الإجهاد البدني، مما يسمح لهم باللعب لسنوات أطول وبالتالي التنقل بين أندية أكثر.
4. التكيف مع بيئات جديدة: لاعبون مثل أيلتون وجاردل كانوا يبحثون عن تحديات جديدة في دوريات مختلفة، سواء في أوروبا أو أمريكا الجنوبية.
5. الإعارات المتكررة: الإعارات، كما في حالة بينجامين، تُسهم في زيادة عدد الأندية التي يلعب لها اللاعب، خاصة في الدوريات الإنجليزية.
تأثير التنقل المتكرر على مسيرة اللاعب
الإيجابيات: التنقل بين الأندية يتيح للاعبين تجربة ثقافات كروية مختلفة، كما في حالة بفانينستيل، واكتساب خبرات متنوعة. كما يمكن أن يعزز دخلهم المالي من خلال عقود قصيرة الأجل.
السلبيات: قلة الاستقرار قد تؤثر على أداء اللاعب، كما حدث مع أنيلكا الذي واجه صعوبات في الحفاظ على مستواه في بعض الأندية. كما أن التنقل المتكرر قد يقلل من فرص الفوز بالألقاب الكبرى.