تُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم العربي، حيث أنجبت العديد من النجوم الذين تركوا بصماتهم في الملاعب المحلية والدولية. من الأساطير التي قادت منتخباتها إلى ألقاب قارية إلى المواهب التي تألقت في أوروبا، استطاع اللاعبون العرب أن يثبتوا جدارتهم ويحفروا أسماءهم في تاريخ الساحرة المستديرة.
لقد أثبت اللاعبون العرب عبر التاريخ أن الموهبة والإصرار يمكن أن يتجاوزا الحدود الجغرافية. من أساطير الثمانينيات مثل ماجر وماجد عبد الله إلى نجوم العصر الحديث مثل صلاح وحكيمي، تظل الكرة العربية مصدر فخر وإلهام. هؤلاء اللاعبون لم يقتصروا على تحقيق الألقاب، بل ألهموا الملايين بقصص نجاحهم وروحهم القتالية. في هذا المقال، نستعرض أفضل 10 لاعبين عرب في تاريخ كرة القدم، مع التركيز على إنجازاتهم، تأثيرهم، وإرثهم الكروي.
1. محمد صلاح (مصر): ملك الكرة العربية الحديثة
يتربع محمد صلاح، نجم ليفربول والمنتخب المصري، على عرش أفضل اللاعبين العرب في التاريخ بفضل إنجازاته المذهلة. بدأ صلاح مسيرته في نادي المقاولون العرب، ثم انتقل إلى بازل السويسري عام 2012، حيث فاز بالدوري السويسري. بعد تجارب مع تشيلسي وفيورنتينا، تألق مع روما قبل أن يصبح رمزاً لليفربول منذ 2017. قاد صلاح ليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي ثلاث مرات. مع المنتخب المصري، سجل أكثر من 50 هدفاً وقاده إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2017 و2021. بفضل سرعته، مهارته، وأخلاقه العالية، يُعد صلاح رمزاً عالمياً ومصدر إلهام للشباب العربي.
2. ماجد عبد الله (السعودية): الجوهرة العربية
يُلقب ماجد عبد الله بـ"بيليه الصحراء"، وهو أحد أعظم لاعبي الخليج والعالم العربي. ولد عام 1959 في جدة، وبدأ مسيرته مع نادي النصر عام 1975، حيث سجل 189 هدفاً في الدوري السعودي، وهو رقم قياسي لم يُكسر حتى الآن. مع المنتخب السعودي، لعب 189 مباراة وسجل 71 هدفاً، وقاد السعودية للفوز بكأس آسيا 1984 و1988، بالإضافة إلى التأهل الأول لكأس العالم 1994. اشتهر ماجد بقدرته التهديفية، مهاراته العالية، وشخصيته القيادية، مما جعله رمزاً للكرة السعودية.
3. رابح ماجر (الجزائر): ساحر الكرة الجزائرية
يُعد رابح ماجر، المولود عام 1958، أفraltarضل لاعب عربي في القرن العشرين وفق تصنيف الفيفا عام 2004. بدأ مسيرته مع نصر حسين داي الجزائري، ثم انتقل إلى راسينغ كولومب الفرنسي، قبل أن يتألق مع بورتو البرتغالي، حيث قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا 1987 بسجله هدفين في النهائي أمام باير ليفركوزن. اشتهر ماجر بلقب "مخترع التمريرة العمياء"، وكان بيليه نفسه يرى أن مهارات ماجر كانت كفيلة بقيادة البرازيل للفوز بمونديال 1982 و1986. قاد الجزائر إلى إنجازات تاريخية في الثمانينيات، ويظل رمزاً للكرة الجزائرية.
4. محمد أبو تريكة (مصر): أمير القلوب
يُعتبر محمد أبو تريكة، نجم الأهلي والمنتخب المصري، أحد أعظم صانعي الألعاب في تاريخ الكرة العربية. بدأ مسيرته مع الترسانة قبل أن ينضم إلى الأهلي عام 2004، حيث فاز بدوري أبطال إفريقيا 5 مرات، وهو الهداف التاريخي للبطولة. مع المنتخب المصري، قاد أبو تريكة مصر للفوز بكأس أمم إفريقيا 2006 و2008، وسجل هدف الفوز الشهير في نهائي 2008. اشتهر بأخلاقه العالية، مهاراته التكتيكية، وشعبيته الجارفة التي جعلته محبوباً في العالم العربي. يُشبه أسلوب لعبه بزين الدين زيدان، مما جعله رمزاً للإبداع الكروي.
5. رياض محرز (الجزائر): الجناح الطائر
رياض محرز هو أحد أبرز اللاعبين العرب في العصر الحديث، حيث قاد ليستر سيتي لإنجاز تاريخي بالفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز 2015-2016. بدأ مسيرته في فرنسا مع لوهافر، ثم انتقل إلى ليستر، ولاحقاً إلى مانشستر سيتي، حيث فاز بالدوري الإنجليزي 4 مرات ودوري أبطال أوروبا 2023. مع المنتخب الجزائري، قاد محرز "الخضر" للفوز بكأس أمم إفريقيا 2019، وحصل على جائزة أفضل لاعب إفريقي 2016. بفضل مهاراته في المراوغة وتسديداته الدقيقة، يُعد محرز أحد أفضل الصادرات العربية إلى أوروبا.
6. ياسر القحطاني (السعودية): رمز الجيل الذهبي
ياسر القحطاني، نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي، يُعتبر أحد أعظم المهاجمين العرب. بدأ مسيرته مع القادسية قبل أن يتألق مع الهلال، حيث فاز بالدوري السعودي 7 مرات. مع المنتخب السعودي، سجل أهدافاً حاسمة في كأس آسيا 2007، حيث وصلت السعودية إلى النهائي. حصل القحطاني على جائزة أفضل لاعب في آسيا 2007، واشتهر بسرعته وقدرته على التسجيل في المباريات الكبرى. يظل القحطاني رمزاً للكرة السعودية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
7. أشرف حكيمي (المغرب): الظهير العالمي
أشرف حكيمي، المولود عام 1998 في مدريد لأبوين مغربيين، يُعد أحد أفضل لاعبي الظهير الأيمن في العالم. بدأ مسيرته مع ريال مدريد، ثم تألق مع بوروسيا دورتموند وإنتر ميلان، قبل أن ينضم إلى باريس سان جيرمان. فاز حكيمي بدوري أبطال أوروبا 2018 مع ريال مدريد، وكأس إيطاليا مع إنتر ميلان. مع المنتخب المغربي، قاده إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وهو إنجاز تاريخي للعرب. يتميز حكيمي بسرعته الفائقة ومهاراته الهجومية، مما يجعله لاعباً فريداً في مركزه.
8. حسام حسن (مصر): الهداف الأسطوري
حسام حسن، الملقب بـ"العميد"، هو الهداف التاريخي للمنتخب المصري برصيد 68 هدفاً في 176 مباراة. لعب للأهلي والزمالك، وفاز بالدوري المصري 14 مرة ودوري أبطال إفريقيا 3 مرات. قاد مصر للفوز بكأس أمم إفريقيا 3 مرات (1986، 1998، 2006)، واشتهر بقدرته التهديفية وروحه القتالية. رغم أن مسيرته اقتصرت على الأندية المحلية، إلا أن تأثيره الكبير مع المنتخب المصري جعله من الأساطير العربية.
9. ياسين بونو (المغرب): حارس الأساطير
ياسين بونو، حارس مرمى إشبيلية والمنتخب المغربي، يُعد أحد أفضل حراس المرمى في العالم. فاز بلقب الدوري الأوروبي مع إشبيلية 2020، وحصل على جائزة زامورا كأفضل حارس في الدوري الإسباني 2021-2022، ليصبح أول حارس عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز. قاد المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، حيث تألق في تصدياته، خاصة في ركلات الترجيح أمام إسبانيا. يتميز بونو بهدوئه تحت الضغط وقدرته على قراءة اللعب، مما جعله رمزاً للكرة المغربية.
10. عمر عبد الرحمن "عموري" (الإمارات): ساحر الكرة الخليجية
عمر عبد الرحمن، المعروف بـ"عموري"، هو أحد أفضل صانعي الألعاب في تاريخ الكرة الخليجية. لعب لنادي العين الإماراتي، وقاد المنتخب الإماراتي للفوز بكأس الخليج 2007، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة. فاز بجائزة أفضل لاعب في آسيا 2016، واشتهر بمهاراته العالية في المراوغة والتمرير. على الرغم من إصاباته المتكررة، إلا أن تأثيره في الكرة الإماراتية جعله رمزاً للإبداع الكروي.
لماذا هؤلاء اللاعبون هم الأفضل؟
1. الإنجازات الفردية والجماعية: لاعبون مثل صلاح، محرز، وماجر حققوا ألقاباً أوروبية وقارية، بينما قاد آخرون مثل ماجد عبد الله وأبو تريكة منتخباتهم إلى إنجازات تاريخية.
2. التأثير العالمي: صلاح، محرز، وحكيمي أثبتوا أن اللاعب العربي يمكن أن ينافس في أعلى المستويات الأوروبية، بينما ترك آخرون مثل ماجر وبونو بصمة عالمية.
3. الشعبية والإلهام: لاعبون مثل أبو تريكة وصلاح أصبحوا رموزاً ثقافية، يلهمون الملايين بأخلاقهم وإنجازاتهم.
4. التنوع في المراكز: القائمة تشمل مهاجمين (صلاح، ماجد)، صانعي ألعاب (أبو تريكة، عموري)، مدافعين (حكيمي)، وحراس مرمى (بونو)، مما يعكس تنوع المواهب العربية.
تحديات وآفاق الكرة العربية
على الرغم من الإنجازات الكبيرة لهؤلاء اللاعبين، واجهت الكرة العربية تحديات مثل نقص الدعم المالي في بعض الدول، وقلة فرص الاحتراف في أوروبا في العقود الماضية. ومع ذلك، فإن نجوم مثل صلاح ومحرز فتحوا الأبواب للأجيال الجديدة، حيث أصبح الاحتراف في أوروبا حلماً ممكناً. إنجاز المغرب في مونديال 2022 يعكس نهضة الكرة العربية، ويُعول على أسماء مثل سفيان رحيمي وبراهيم دياز لمواصلة هذا الإرث.