أكثر المدربين حصولاً على الألقاب في تاريخ كرة القدم: قادة النجاح والإرث
تُعد كرة القدم رياضة لا تعتمد فقط على مهارة اللاعبين، بل أيضًا على عبقرية المدربين الذين يصيغون الاستراتيجيات، يحفزون الفرق، ويصنعون التاريخ. على مر العقود، برزت أسماء مدربين استثنائيين تركوا بصماتهم في اللعبة من خلال تحقيق ألقاب عديدة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
المدربون الأكثر حصولاً على الألقاب في تاريخ كرة القدم، مثل فيرغسون، غوارديولا، وأنشيلوتي، لم يكتفوا بتحقيق الألقاب، بل صنعوا إرثًا غير كرة القدم إلى الأبد. من خلال رؤيتهم، قيادتهم، وشغفهم، أثبت هؤلاء المدربون أن النجاح في كرة القدم يتطلب أكثر من مجرد تكتيكات؛ إنه يتطلب قلبًا نابضًا بالطموح. إذا كنت من عشاق كرة القدم. في هذا المقال، نستعرض أكثر المدربين حصولاً على الألقاب في تاريخ كرة القدم، مع التركيز على إنجازاتهم، أساليبهم، وتأثيرهم على الرياضة.
1. السير أليكس فيرغسون: 49 لقبًا
يتربع السير أليكس فيرغسون على عرش المدربين الأكثر حصولاً على الألقاب في تاريخ كرة القدم، حيث حقق 49 لقبًا خلال مسيرته التدريبية الممتدة من 1974 إلى 2013. قضى فيرغسون معظم مسيرته مع مانشستر يونايتد (1986-2013)، حيث فاز بـ13 لقبًا للدوري الإنجليزي الممتاز، و5 كؤوس للاتحاد الإنجليزي، و2 لقب لدوري أبطال أوروبا (1999، 2008). كما حقق ألقابًا مع أبردين الاسكتلندي، بما في ذلك كأس الكؤوس الأوروبية عام 1983.
أسلوب فيرغسون المميز، الذي جمع بين الانضباط الصارم والتكتيكات المرنة، جعله يتكيف مع أجيال مختلفة من اللاعبين، من إريك كانتونا إلى كريستيانو رونالدو. قدرته على بناء فرق قوية وتحفيز اللاعبين جعلته رمزًا للنجاح، حيث قال ذات مرة: "النجاح لا يأتي بالصدفة، بل بالعمل الجاد والإيمان بالفريق."
2. بيب غوارديولا: 38 لقبًا
يُعتبر بيب غوارديولا أحد أعظم المدربين في العصر الحديث، حيث حقق 38 لقبًا حتى عام 2025، وهو لا يزال نشطًا في مسيرته مع مانشستر سيتي. بدأ غوارديولا تألقه مع برشلونة (2008-2012)، حيث فاز بـ3 ألقاب للدوري الإسباني و2 لدوري أبطال أوروبا (2009، 2011)، مقدمًا أسلوب "التيكي تاكا" الذي أعاد تعريف كرة القدم. مع بايرن ميونخ (2013-2016)، فاز بـ3 ألقاب للدوري الألماني، ومع مانشستر سيتي، حقق 6 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز ولقب دوري أبطال أوروبا 2023.
غوارديولا يُعرف برؤيته التكتيكية العبقرية وقدرته على تطوير اللاعبين، مثل ليونيل ميسي وكيفن دي بروين. إنجازاته تشمل الثلاثية التاريخية مع برشلونة عام 2009، وهو أحد المدربين القلائل الذين حققوا هذا الإنجاز مع أكثر من نادٍ.
3. كارلو أنشيلوتي: 30 لقبًا
يُعد كارلو أنشيلوتي أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، حيث حقق 30 لقبًا حتى عام 2025، مع استمراره في التدريب مع ريال مدريد. يُعرف أنشيلوتي بمرونته التكتيكية وقدرته على إدارة فرق كبيرة، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا 5 مرات (2 مع ميلان و3 مع ريال مدريد)، وهو رقم قياسي لمدرب. كما فاز بلقب الدوري في 5 دوريات مختلفة (إيطاليا، إنجلترا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا)، وهو إنجاز فريد.
أنشيلوتي درب أندية مثل ميلان، تشيلسي، باريس سان جيرمان، وبايرن ميونخ، وحقق ألقابًا في كل محطة. أسلوبه الهادئ وقدرته على بناء علاقات قوية مع اللاعبين جعلته محبوبًا، حيث قال: "التدريب ليس فقط عن التكتيكات، بل عن فهم نفسيات اللاعبين."
4. لويس فيليبي سكولاري: 25 لقبًا
لويس فيليبي سكولاري، المدرب البرازيلي، حقق 25 لقبًا خلال مسيرته، بما في ذلك كأس العالم 2002 مع البرازيل، وكأس ليبرتادوريس مع غريميو (1995) وبالميراس (1999). كما فاز بألقاب في البرتغال والصين مع غوانغجو إيفرغراند.
سكولاري اشتهر بأسلوبه التحفيزي وقدرته على بناء فرق قوية بدنيًا. إنجازاته العالمية جعلته واحدًا من أكثر المدربين تنوعًا.
5. مانويل جوزيه: 24 لقبًا
يُعتبر مانويل جوزيه أسطورة في كرة القدم الإفريقية، حيث حقق 24 لقبًا خلال مسيرته، معظمها مع الأهلي المصري (1997-2002، 2004-2009، 2010-2012). فاز جوزيه بدوري أبطال إفريقيا 4 مرات (2001، 2005، 2006، 2008)، وهو رقم قياسي لمدرب في البطولة، إلى جانب 6 ألقاب للدوري المصري. كما حقق ألقابًا مع أندية أخرى مثل أنغولا والاتفاق السعودي.
جوزيه اشتهر بأسلوبه الهجومي وقدرته على بناء فرق متماسكة، حيث كان له الفضل في صعود الأهلي إلى مصاف الأندية العالمية. قال ذات مرة: "النجاح يأتي من خلال العمل الجماعي والإيمان بالهدف." إرثه في الأهلي لا يزال محفورًا في قلوب الجماهير.
6. يوهان كرويف: 22 لقبًا
يوهان كرويف، الأسطورة الهولندية كلاعب ومدرب، حقق 22 لقبًا خلال مسيرته التدريبية، معظمها مع أياكس وبرشلونة. مع أياكس (1985-1988)، فاز بالدوري الهولندي مرتين وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1987. مع برشلونة (1988-1996)، أسس "فريق الأحلام"، حيث فاز بـ4 ألقاب للدوري الإسباني ولقب دوري أبطال أوروبا عام 1992، وهو الأول في تاريخ النادي.
كرويف كان رائدًا في تطوير أسلوب "كرة القدم الشاملة"، الذي أثر على أجيال من المدربين مثل غوارديولا. رؤيته الفلسفية للعبة جعلته أحد أكثر المدربين تأثيرًا في التاريخ.
7. أرسين فينغر: 17 لقبًا
أرسين فينغر، المدرب الفرنسي، حقق 17 لقبًا خلال مسيرته، معظمها مع آرسنال (1996-2018). فاز بـ3 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك الموسم الأسطوري "اللا هزيمة" عام 2003-2004، و7 كؤوس للاتحاد الإنجليزي. كما حقق ألقابًا مع موناكو وناغويا غرامبوس.
فينغر كان معروفًا برؤيته طويلة الأمد وتطوير اللاعبين الشباب، مما جعله رمزًا للاستدامة في كرة القدم.
8. هيلينيو هيريرا: 16 لقبًا
هيلينيو هيريرا، المدرب الأرجنتيني-الفرنسي، حقق 16 لقبًا خلال مسيرته في الستينيات، معظمها مع إنتر ميلان (1960-1968). فاز هيريرا بـ3 ألقاب للدوري الإيطالي و2 لدوري أبطال أوروبا (1964، 1965)، مقدمًا أسلوب "الكاتيناتشو" الدفاعي. كما حقق ألقابًا مع برشلونة وأتلتيكو مدريد.
هيريرا كان معروفًا بصرامته وقدرته على تحفيز اللاعبين، حيث كان يؤمن بأن "الدفاع القوي هو الأساس للفوز بالألقاب." إرثه لا يزال موجودًا في كرة القدم الإيطالية.
9. إرنست هابيل: 15 لقبًا
إرنست هابيل، المدرب النمساوي، حقق 15 لقبًا خلال مسيرته، وهو أحد أوائل المدربين الذين حققوا دوري أبطال أوروبا مع ناديين مختلفين: فينورد (1970) وهامبورغ (1983). كما فاز بألقاب الدوري في هولندا، بلجيكا، والنمسا، ودرب منتخبات مثل هولندا.
هابيل كان معروفًا بأسلوبه الهجومي وقدرته على بناء فرق متوازنة. إنجازاته جعلت ملعب فينورد يُسمى باسمه تكريمًا له.
10. زين الدين زيدان: 11 لقبًا في فترة قصيرة
زين الدين زيدان حقق 11 لقبًا في فترة تدريبية قصيرة نسبيًا مع ريال مدريد (2016-2018، 2019-2021). يُعد زيدان المدرب الوحيد الذي فاز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية (2016، 2017، 2018)، إلى جانب لقبين للدوري الإسباني. أسلوبه الهادئ وقدرته على إدارة نجوم مثل كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش جعلته أسطورة تدريبية.
زيدان قال ذات مرة: "التدريب هو عن إيجاد التوازن بين اللاعبين واللعبة." إنجازاته في وقت قصير تجعله واحدًا من أفضل المدربين في التاريخ.
أسباب تفوق هؤلاء المدربين
1. الرؤية التكتيكية: مدربون مثل غوارديولا وكرويف قدموا أساليب لعب غيرت كرة القدم.
2. إدارة اللاعبين: أنشيلوتي وزيدان برعا في التعامل مع نجوم كبار.
3. التكيف مع التحديات: فيرغسون وجوزيه أظهرا قدرة على التكيف مع أجيال مختلفة.
4. الروح القيادية: هيريرا وسكولاري كانا محفزين استثنائيين للاعبين.
تحديات واجهت هؤلاء المدربين
الضغط الإعلامي: العمل مع أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد يتطلب تحمل ضغط الإعلام والجماهير.
تغيير الأجيال: الحفاظ على النجاح مع تغيير اللاعبين كان تحديًا كبيرًا.
المنافسة القوية: مواجهة أندية ومدربين أقوياء زادت من صعوبة تحقيق الألقاب.
الإصابات والإرهاق: إدارة إصابات اللاعبين والجدول المزدحم كانت تحديات مستمرة.
تأثير هؤلاء المدربين على كرة القدم
تطوير الأساليب: كرويف وغوارديولا أثرا على تطور كرة القدم الحديثة.
إلهام الأجيال: فيرغسون وأنشيلوتي ألهما مدربين شباب لتقليدهم.
تعزيز شعبية الأندية: الأهلي مع جوزيه وبرشلونة مع غوارديولا أصبحا أيقونات عالمية.
إرث دائم: إنجازاتهم محفورة في تاريخ الأندية والمنتخبات.