الأرجنتين تفوز على أورجواى وتقترب من الصعود إلى كأس العالم

 الأرجنتين تفوز على أورجواى وتقترب من الصعود إلى كأس العالم 2026


أقترب المنتخب الأرجنتينى من التأهل إلى كأس العالم 2026 بعد فوزة على منتخب أورجواى بنتيجة 1-0 ويحتاج منتخب التانجو إلى أنتصار وحيد من أجل ضمان الصعود إلى كأس العالم 2026 .



الأرجنتين تفوز على أوروغواي وتقترب خطوة كبيرة نحو التأهل إلى كأس العالم 2026

في ليلة كروية مثيرة شهدها ملعب "سينتيناريو" في مونتيفيديو، نجح منتخب الأرجنتين في تحقيق فوز ثمين على نظيره الأوروغواياني بنتيجة 1-0، ضمن الجولة الثالثة عشرة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. هذا الانتصار، الذي جاء في غياب النجم ليونيل ميسي بسبب الإصابة، عزز من موقف "راقصي التانغو" في صدارة الترتيب، واقترب بهم أكثر من ضمان بطاقة التأهل إلى المونديال المرتقب، مؤكدين قوتهم وثباتهم كأحد أبرز المرشحين للحفاظ على لقبهم العالمي.

أحداث المباراة

دخل المنتخب الأرجنتيني المباراة تحت ضغط كبير، ليس فقط بسبب غياب قائده الأسطوري ميسي، بل أيضاً لأن المواجهة كانت على أرض أوروغواي، الملعب الذي يعرف بقوة الدعم الجماهيري والتاريخ العريق لـ"السيليستي". بدأت المباراة بتبادل الهجمات بين الفريقين، حيث حاولت أوروغواي فرض أسلوبها الدفاعي القوي مع الاعتماد على سرعة لاعبيها مثل داروين نونيز وفيديريكو فالفيردي في الهجمات المرتدة. في المقابل، اعتمد المدرب ليونيل سكالوني على خطة متوازنة تركز على السيطرة على وسط الملعب من خلال لاعبين مثل إنزو فرنانديز وأليكسيس ماك أليستر.

وفي الدقيقة 42 من الشوط الأول، جاءت اللحظة الحاسمة عندما تمكن جوليان ألفاريز، مهاجم مانشستر سيتي، من تسجيل هدف المباراة الوحيد. الهدف جاء بعد تمريرة متقنة من لاعب الوسط رودريغو دي باول، استغلها ألفاريز ببراعة ليضع الكرة في شباك الحارس سيرخيو روتشيت، مانحاً الأرجنتين التقدم. هذا الهدف لم يكن مجرد رقم في سجل المباراة، بل كان بمثابة شهادة على قدرة الأرجنتين على التكيف مع الظروف الصعبة واستغلال الفرص المتاحة.

في الشوط الثاني، كثفت أوروغواي محاولاتها لإدراك التعادل، لكن تألق حارس المرمى إيميليانو مارتينيز، المعروف بـ"ديبو"، حال دون ذلك. تصدى مارتينيز لأكثر من فرصة خطيرة، بما في ذلك تسديدة قوية من نونيز في الدقيقة 73، ليؤكد مرة أخرى أنه أحد أفضل حراس المرمى في العالم حالياً. انتهت المباراة بفوز الأرجنتين بنتيجة 1-0، لتحصد ثلاث نقاط ذهبية في مشوارها نحو المونديال.

أهمية الفوز

هذا الانتصار لم يكن مجرد فوز عادي، بل خطوة كبيرة نحو ضمان التأهل إلى كأس العالم 2026. فبعد هذه المباراة، التي أقيمت يوم 21 مارس 2025، عززت الأرجنتين صدارتها لتصفيات أمريكا الجنوبية برصيد 25 نقطة من 13 مباراة، بفارق مريح عن أقرب منافسيها. منطقة أمريكا الجنوبية تمنح ستة مقاعد مباشرة للمونديال، بالإضافة إلى مقعد إضافي عبر الملحق، مما يعني أن الأرجنتين باتت على بعد خطوات قليلة من التأهل الرسمي، خاصة مع تبقي خمس جولات فقط في التصفيات.

الفوز على أوروغواي، التي تحتل مركزاً متقدماً في الترتيب، يحمل دلالات كبيرة. فهو يعكس قدرة الفريق على تحقيق النتائج في المباريات الكبرى حتى في غياب ميسي، مما يبرز العمق الفني والبدني لتشكيلة سكالوني. كما أن هذا الانتصار جاء بعد سلسلة من العروض القوية في التصفيات، حيث لم تخسر الأرجنتين سوى مباراة واحدة منذ بداية المشوار، وهي الهزيمة أمام أوروغواي نفسها في نوفمبر 2023 بنتيجة 2-0.

أداء اللاعبين والخطة الفنية

برز في المباراة عدد من اللاعبين الذين تحملوا مسؤولية تعويض غياب ميسي. جوليان ألفاريز، صاحب الهدف، أثبت أنه يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحاسمة، حيث أظهر براعة في استغلال المساحات وحسم الفرص. كذلك، كان إنزو فرنانديز محوراً أساسياً في وسط الملعب، حيث قاد الفريق بتمريرات دقيقة وحركة مستمرة، بينما قدم كريستيان روميرو أداءً دفاعياً صلباً أمام هجمات أوروغواي المتكررة.

من الناحية الفنية، اختار سكالوني خطة 4-3-3 مرنة، تحولت أحياناً إلى 4-4-2 في أوقات الضغط الدفاعي. هذا الأسلوب سمح للأرجنتين بالحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، مع التركيز على إغلاق المساحات أمام لاعبي أوروغواي السريعين. الخطة نجحت في تحييد خطورة "السيليستي"، خاصة في الشوط الثاني، حيث بدا الفريق الأوروغواياني عاجزاً عن اختراق الدفاع الأرجنتيني.

ردود الفعل والتوقعات

عقب المباراة، أشاد سكالوني بأداء لاعبيه، مؤكداً أن "الفوز في مونتيفيديو دائماً صعب، لكن الفريق أظهر شخصية قوية وقدرة على التكيف". من جانبه، أعرب مارسيلو بيلسا، مدرب أوروغواي، عن أسفه لضياع الفرص، مشيراً إلى أن فريقه كان يستحق نتيجة أفضل لكنه افتقر إلى الفعالية أمام المرمى.

في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، حظي الفوز بترحيب كبير في الأرجنتين، حيث رأى الكثيرون أنه دليل على أن الفريق لم يعد يعتمد فقط على ميسي، بل أصبح لديه جيل جديد قادر على قيادة المنتخب نحو إنجازات جديدة. التوقعات الآن تتجه نحو مباراة القمة المقبلة أمام البرازيل في 25 مارس 2025، والتي قد تشهد عودة ميسي، مما يعزز من آمال الجماهير في رؤية فريقهم يحسم التأهل بشكل رسمي في وقت مبكر.

الوضع في التصفيات

مع هذا الفوز، تبدو الأرجنتين في موقف مثالي. فبفارق 12 نقطة عن بوليفيا، صاحبة المركز السابع، بات من الصعب تخيل سيناريو يحرم "الألبيسيليستي" من التأهل المباشر. أوروغواي، رغم الهزيمة، لا تزال في المركز الرابع برصيد 21 نقطة، مما يبقيها في دائرة المنافسة، لكنها بحاجة إلى تعويض هذه الخسارة في الجولات المقبلة.