من هم اللاعبون العرب الحاصلون على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا عبر التاريخ؟

تُعد جائزة أفضل لاعب في إفريقيا واحدة من أهم الجوائز الفردية في كرة القدم العالمية، إذ تمنح للاعب الذي يقدّم أفضل أداء على مستوى القارة خلال العام.

من هم اللاعبون العرب الحاصلون على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا عبر التاريخ؟

وقد برز العديد من النجوم العرب عبر التاريخ، وتمكنوا من اعتلاء منصات التتويج سواء في النسخة القديمة التي كانت تُقدّمها مجلة فرانس فوتبول (من 1970 إلى 1994)، أو النسخة الرسمية الحالية التي يقدّمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) منذ عام 1992.

هذا المقال يقدم نظرة شاملة حول جميع اللاعبين العرب الذين توّجوا بالجائزة في مختلف حقبها، مع تحليل أسباب تفوقهم وتأثيرهم على كرة القدم الإفريقية والعربية.

الخلفية التاريخية لجائزة أفضل لاعب في إفريقيا

قبل الدخول في قائمة اللاعبين العرب المتوجين، من المهم توضيح أن الجائزة مرّت بمرحلتين:

جائزة مجلة "فرانس فوتبول" (1970–1994)

كانت المجلة الفرنسية تمنح جائزة "أفضل لاعب إفريقي" قبل اعتماد الجائزة رسمياً من الاتحاد الإفريقي. هذه الجائزة شهدت تألق عدد من اللاعبين العرب، وخاصة الجزائريين والمصريين.

جائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم CAF (منذ 1992 حتى الآن)

مع تأسيس الجائزة الرسمية، حصل عدد محدود من اللاعبين العرب على اللقب مقارنة بنظرائهم من دول غرب إفريقيا. لكن رغم ذلك، استطاع بعضهم كتابة تاريخ ذهبي وأصبحوا من أبرز نجوم القارة.

اللاعبون العرب المتوجون في جائزة "فرانس فوتبول" لأفضل لاعب إفريقي

تميزت الحقبة القديمة بظهور جيل عربي استثنائي، خصوصاً في الجزائر ومصر، حيث سيطر النجوم العرب على الجائزة لفترات طويلة.

1. لخضر بلومي – الجزائر (1981)

يعتبر من أعظم اللاعبين في تاريخ الجزائر، ولقّب بـ"بيليه العرب".

أبرز ما يميّزه:

أسلوب لعب يعتمد على الإبداع وصناعة الفرص.

كان من نجوم مونديال 1982، حيث قاد الجزائر لتحقيق نتائج تاريخية.

تأثيره الفني جعله أحد أبرز صانعي اللعب في إفريقيا خلال الثمانينيات.

2. محمود الخطيب – مصر (1983)

أول لاعب مصري يفوز بالجائزة.

لماذا حقق اللقب؟

مهارات فردية استثنائية وقدرة عالية على الحسم.

قاد الأهلي للسيطرة على البطولات القارية.

أصبح بعدها رمزاً لكرة القدم المصرية.

3. رباح ماجر – الجزائر (1987)

أحد أشهر اللاعبين العرب في تاريخ كرة القدم، وصاحب الكعب الذهبي الشهير مع بورتو في نهائي دوري الأبطال.

أبرز إنجازاته التي ساعدته على الفوز:

الأداء الاستثنائي مع بورتو محلياً وأوروبياً.

بصمته الكبيرة مع المنتخب الجزائري.

اللاعبون العرب المتوجون بجائزة CAF الرسمية لأفضل لاعب في إفريقيا

مع بدء الاتحاد الإفريقي في تنظيم الجائزة، أصبح التنافس أكثر صعوبة، ومع ذلك تمكن بعض النجوم العرب من حصد اللقب بجدارة.

1. محمد صلاح – مصر (2017 , 2018)

فاز بالجائزة مرتين خلال العقد الأخير، وكان من أبرز اللاعبين العرب الذين حققوا نجاحاً عالمياً غير مسبوق.

أسباب تفوق محمد صلاح:

أداء خارق مع ليفربول في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

أرقام تهديفية عالية ضمن منافسات من الأقوى في العالم.

تأثير كبير مع منتخب مصر وقيادته لنهائي كأس إفريقيا.

أسلوب لعب يعتمد على السرعة والمهارة والقدرة على التسجيل من أنصاف الفرص.

صلاح لا يُعد فقط من أفضل اللاعبين في القارة، بل من أفضل اللاعبين في العالم خلال السنوات الماضية، وهو أكثر لاعب عربي اقتراناً باسم الجائزة في العصر الحديث.

2. رياض محرز – الجزائر (2016)

تألق مع ليستر سيتي بشكل لافت، وقاد الفريق لتحقيق واحدة من أعظم معجزات كرة القدم المعاصرة:

أهم أسباب تتويجه:

دور قيادي مع ليستر سيتي في موسم تاريخي سيظل يُدرّس.

مهارات عالية ومراوغات استثنائية.

تأثير فني واضح مع منتخب الجزائر خلال السنوات اللاحقة، خاصة في الفوز بكأس الأمم 2019.

محرز يُعد أحد أكثر اللاعبين العرب استقراراً على المستوى الأوروبي وحقق ألقاباً ضخمة مع مانشستر سيتي.

3. أشرف حكيمي – المغرب (2025)

أصبح أول مدافع عربي وإفريقي منذ أكثر من خمسة عقود يفوز بالجائزة، بعد موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان ومنتخب المغرب.

تميز بسرعته الكبيرة وحسمه في المباريات الكبرى، إضافة إلى مساهماته الهجومية وصناعته للأهداف، ما جعله أحد أبرز نجوم القارة في 2025.

لماذا حصل على اللقب؟

حكيمي قاد باريس سان جيرمان لتحقيق عدة ألقاب كبرى في 2025، منها دوري الأبطال الأوروبي، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، وكأس السوبر ما يعكس دوره الفعال في الدفاع والهجوم معاً.

مقارنة بين الحقبتين: لماذا قلّ عدد الفائزين العرب في الجيل الحديث؟

رغم تميز اللاعبين العرب، فإن عدد المتوجين في الحقبة الحديثة أقل مقارنة بالحقبة القديمة. ويمكن تفسير ذلك من خلال عدة عوامل:

1. قوة المنافسة في غرب ووسط إفريقيا

الدول مثل نيجيريا، ساحل العاج، الكاميرون ومالي أصبحت تنتج نجوماً عالميين بشكل متسارع، مما زاد المنافسة.

2. الاحتراف المبكر في أوروبا

أغلب المواهب الإفريقية اليوم تُصقل في أوروبا، مما يجعل مستوى المنافسة على الجائزة أعلى بكثير من الماضي.

3. تراجع مستوى بعض المنتخبات العربية

في بعض الفترات، كان أداء المنتخبات العربية ضعيفاً مقارنة بنجوم غرب إفريقيا الذين يحققون نجاحات جماعية كبيرة.

تأثير اللاعبين العرب الفائزين على الكرة الإفريقية

1. تعزيز مكانة اللاعب العربي عالمياً

فوز صلاح ومحرز خصوصاً وضع الكرة العربية على الخريطة العالمية، وجعل الأندية الأوروبية تتابع اللاعبين العرب باهتمام أكبر.

2. زيادة شعبية الدوريات المحلية

عندما يبرز لاعب عالمي من بلد عربي، فإن ذلك يزيد من الاهتمام بالدوري المحلي ومنتخب بلاده، ويخلق حافزاً أكبر للأجيال الجديدة.

3. تطوير الصورة الاحترافية للكرة العربية

نجاحات هؤلاء اللاعبين تقدم نموذجاً واضحاً على أن اللاعب العربي قادر على المنافسة على أعلى مستوى، سواء في أوروبا أو في البطولات القارية.

قائمة شاملة بأبرز اللاعبين العرب المتوجين بالجائزة

من جائزة فرانس فوتبول:

* لخضر بلومي (الجزائر – 1981)

* محمود الخطيب (مصر – 1983)

* رباح ماجر (الجزائر – 1987)

من جائزة الاتحاد الإفريقي CAF:

محمد صلاح (مصر – 2017 , 2018)

رياض محرز (الجزائر – 2016)

أشرف حكيمي (المغرب-2025)

هل يمكن أن يظهر فائز عربي جديد في المستقبل؟

المؤشرات الحديثة تؤكد أن الفرصة موجودة، خاصة مع تطوّر أكاديميات الكرة في المغرب ومصر والجزائر وتونس والسعودية. وهناك العديد من المواهب الصاعدة في الدوريات الأوروبية التي قد تحمل الراية مستقبلاً.

ومع توسع الاستثمار في قطاع الكرة العربية خلال العقد الأخير، يمكن أن نشهد أسماء جديدة تنافس على الجائزة قريباً، خصوصاً إذا حققت المنتخبات العربية نتائج قوية في كأس إفريقيا والبطولات الدولية.

رغم أن عدد اللاعبين العرب المتوجين بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا ليس كبيراً مقارنة ببعض مناطق القارة الأخرى، إلا أن تأثيرهم في كرة القدم الإفريقية والعالمية هائل.

من بلومي والخطيب وماجر في الثمانينيات، إلى صلاح ومحرز في العصر الحديث، قدّم اللاعب العربي نماذج استثنائية أثبتت قدرة المواهب العربية على كتابة تاريخ كبير، وتحقيق المجد القاري والعالمي.

تعليقات