يُعد الألماني مانويل نوير واحدًا من أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، بل ويرى الكثيرون أنه الأفضل في القرن الحادي والعشرين.
يعد نوير واحد من أفضل حراس المرمي في تاريخ ألمانيا، وفي هذا المقال نستعرض مسيرة الأسطورة الألمانية منذ بدايته، مرورًا بالأندية التي لعب لها، ونجاحاته الدولية مع منتخب ألمانيا، وبطولاته الجماعية، والألقاب الفردية التي حققها، إضافةً إلى أبرز أرقامه القياسية التي جعلت اسمه محفورًا في كتب التاريخ.
البدايات… من شاب طموح إلى واحد من أعظم حاراس المرمي في العالم
وُلِد مانويل نوير في 27 مارس 1986 في مدينة جيلسنكيرشن الألمانية، وهي نفس المدينة التي ينتمي إليها نادي شالكة 04، النادي الذي احتضنه منذ طفولته. التحق نوير بأكاديمية شالكه وهو في الخامسة من عمره، وفي سن صغيرة أظهر مستوى فريدًا من ردود الفعل السريعة والجرأة في التعامل مع الكرة خارج منطقة الجزاء.
تدرج نوير في فرق الناشئين بالنادي، وكان دائمًا اللاعب الذي يثير إعجاب المدربين بقدراته التكتيكية، وثقته العالية بالكرة، وطريقته في قيادة الدفاع. وفي عام 2005 صعد نوير إلى الفريق الأول وهو يبلغ 19 عامًا فقط، لكنه احتاج عامًا واحدًا ليصبح الحارس الأساسي لشالكه ويبدأ مسيرته الفعلية في كرة القدم الاحترافية.
مسيرته مع شالكه 04… بداية الانفجار الحقيقي
شهدت فترة لعب نوير مع شالكه انطلاقته الحقيقية نحو العالمية. ففي موسم 2007–2008 قدم مستويات خرافية جعلت الصحافة الألمانية تصفه بأنه “الحارس الذي لا يُقهر”. وظهر نوير بشكل خاص في منافسات دوري أبطال أوروبا، وخاصة ضد بورتو عندما قاد فريقه للتأهل بركلات الترجيح بعد تصديات أسطورية.
قاد نوير شالكه للفوز بكأس ألمانيا (DFB-Pokal) عام 2011، وهو اللقب الأهم له مع النادي، كما ساهم في الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم نفسه، وهي واحدة من أفضل مسيرات النادي الأوروبية في تاريخه.
أداؤه المذهل مع شالكه جعل كبار الأندية الأوروبية تلاحقه، لكن الوجهة كانت داخل ألمانيا… إلى العملاق البافاري.
الانتقال إلى بايرن ميونخ… مرحلة الأسطورة العالمية
في عام 2011 انتقل نوير إلى بايرن ميونخ في صفقة أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير النادي البافاري في البداية، لكن سرعان ما تحول هذا الجدل إلى احترام ثم إعجاب شديد، بعدما قدم نوير أداءً لا يضاهى ليصبح الحارس الأول بلا منازع.
مع بايرن، لم يكتف نوير بالتصدي للكرات أو حماية مرماه فحسب، بل أصبح جزءًا من طريقة لعب الفريق، حيث يعتمد عليه المدافعون في إعادة بناء الهجمة، ويمتلك القدرة على قطع الكرات خلف الخط الدفاعي بجرأة زائدة.
ساهم نوير في بناء واحد من أقوى الفرق في تاريخ كرة القدم، وتوّج مع بايرن بعشرات الألقاب.
أبرز بطولات نوير الجماعية مع بايرن ميونخ
على مدار أكثر من عقد في ميونخ، حقق نوير سجلًا مرعبًا من البطولات، أبرزها:
• دوري أبطال أوروبا (مرتين):
2013 و2020، وكان عنصرًا أساسيًا في كلا النسختين.
• الدوري الألماني (البوندسليغا):
أحرز نوير أكثر من 11 لقب دوري ألماني، وهو أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ البوندسليجا.
• كأس العالم للأندية:
مرتين 2013 و2020.
• كأس ألمانيا:
حصدها 5 مرات.
• السوبر الأوروبي والسوبر الألماني:
عشرات الألقاب التي ترسخ مكانته كأسطورة النادي.
بفضل الأداء الخرافي، أصبح نوير ركيزة أساسية في “عصر الهيمنة البافارية” الذي سيطر فيه بايرن على الكرة الألمانية والأوروبية.
مسيرته مع المنتخب الألماني… قمة المجد في كأس العالم 2014
بدأ نوير مسيرته مع منتخب ألمانيا الأول عام 2009، وكانت مشاركته الأولى في بطولة كبرى هي كأس العالم 2010، حيث قدّم أداءً قويًا وساعد منتخب بلاده في الوصول إلى نصف النهائي.
لكن اللحظة الأعظم في مسيرته جاءت في كأس العالم 2014 في البرازيل، عندما قاد ألمانيا لتحقيق اللقب الأغلى في مسيرته. قدم نوير في تلك البطولة أداءً أسطوريًا، حيث حصد جائزة أفضل حارس في كأس العالم، وأصبح أيقونة للكرة الألمانية بفضل تصدياته خارج منطقة الجزاء وقراءته العبقرية للهجمات.
كما شارك في يورو 2012 و2016 و2020، وكان دائمًا أحد أقوى العناصر في المنتخب الألماني على مر السنوات.
أبرز ألقاب نوير الفردية… سيطرة كاملة على جيله
لم يكن نوير مجرد فائز بالبطولات الجماعية، بل جمع عددًا كبيرًا من الألقاب الفردية، أبرزها:
• أفضل حارس مرمى في العالم:
اختير كأفضل حارس مرمى في العالم من الفيفا عدة مرات، أبرزها 2013 و2014 و2015 و2020.
• المركز الثالث في الكرة الذهبية 2014:
إنجاز تاريخي، حيث أصبح أحد قلائل الحراس الذين يُرشحون بجدية للجائزة.
• أفضل لاعب ألماني لعام 2011 و2014.
• أفضل حارس في أوروبا من اليويفا:
مرتين.
كل هذه الألقاب تثبت مكانته في قمة كرة القدم العالمية.
أبرز أرقامه القياسية… لغة الأرقام تنحني أمامه
حقق نوير العديد من الأرقام القياسية، من أهمها:
1. أكثر من 350 مباراة بشباك نظيفة
منها أكثر من 220 مباراة في الدوري الألماني، وهو رقم قياسي تاريخي.
2. أكثر حارس في تاريخ البوندسليجا تحقيقًا للانتصارات
مع أكثر من 300 فوز.
3. أول حارس في التاريخ يلعب بأسلوب "السويبر-كيبر" بهذا التطور
وجعل هذا الأسلوب جزءًا أساسيًا من كرة القدم الحديثة.
4. نسبة نجاح في التمريرات تتجاوز 85% في العديد من المواسم
وهو رقم مذهل بالنسبة لحارس مرمى.
5. ضمن قائمة أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ ألمانيا
إرث نوير… حارس غيّر مفهوم الحراسة إلى الأبد
مانويل نوير لم يكن مجرد لاعب عظيم، بل كان ثورة كاملة في مركز حراسة المرمى. بفضله أصبحت الأندية تبحث عن حارس يمتلك القدرة على التمرير، وقراءة اللعب، واللعب بقدميه بشكل احترافي.
لقد نقل مركز الحراسة من مجرد “حماية المرمى” إلى “القيادة من الخلف”، وأصبح نموذجًا يُدرّس في أكاديميات العالم. وحتى بعد تقدمه في العمر، ظل نوير قادرًا على صنع الفارق في أهم المباريات بفضل خبرته وهدوئه وذكائه التكتيكي.
يبقى مانويل نوير واحدًا من أعظم حراس المرمى في التاريخ، وربما الأفضل في العصر الحديث. جمع بين القوة البدنية، والذكاء، والجرأة، والقدرة على بناء اللعب، وسجلًا مدهشًا من البطولات والأرقام والألقاب الفردية.
مسيرته مع شالكه ثم بايرن ميونخ والمنتخب الألماني جعلته أيقونة خالدة، وإرثه سيبقى مصدر إلهام لكل حارس يسعى للوصول إلى القمة.

رأيك يهمنا عزيزى القارئ