يُعد ستاد القاهرة الدولي واحدًا من أعظم الصروح الرياضية في القارة الإفريقية والعالم العربي، فهو ليس مجرد ملعب لكرة القدم، بل رمز لتاريخ طويل من الإنجازات والتطور الرياضي في مصر.
ستاد القاهرة الدولي ليس مجرد ملعب، بل هو رمز للانتماء والفخر لكل مصري، ومسيرة حافلة بالإنجازات بدأت منذ أكثر من ستين عامًا وما زالت مستمرة. ومع كل عملية تطوير جديدة، يثبت هذا الصرح العظيم أنه سيظل دائمًا في صدارة الملاعب الإفريقية والعربية. يقع الاستاد في قلب مدينة نصر بالقاهرة، ويُعتبر القلب النابض للرياضة المصرية منذ لحظة إنشائه وحتى يومنا هذا.
البدايات وتاريخ الإنشاء
بدأت فكرة إنشاء استاد ضخم يليق بمكانة مصر الرياضية في منتصف الخمسينيات، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أراد تشييد منشأة رياضية حديثة تمثل مصر أمام العالم. بدأ تنفيذ المشروع عام 1958 تحت إشراف المهندس المعماري الألماني الشهير فيرنر مارش، وهو نفسه الذي صمم الملعب الأولمبي في برلين عام 1936.
افتُتح ستاد القاهرة الدولي رسميًا في 23 يوليو عام 1960، ليكون آنذاك أحد أكبر الملاعب في الشرق الأوسط وإفريقيا بطاقة استيعابية تجاوزت 100 ألف متفرج. ومنذ ذلك الحين أصبح الاستاد مقرًا رئيسيًا للمباريات الكبرى سواء للمنتخب المصري أو للأندية المحلية مثل الأهلي والزمالك .
التطويرات عبر العقود
لم يتوقف تطور ستاد القاهرة عند افتتاحه، بل شهد عدة مراحل من التحديث لمواكبة المعايير العالمية.
في السبعينيات، تم إدخال تحسينات على أرضية الملعب والمدرجات لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 1974.
وفي عام 1990، خضع الاستاد لتطوير شامل استعدادًا لاستضافة كأس العالم للشباب، حيث تم تحديث أنظمة الإضاءة وغرف اللاعبين والمقصورات الإعلامية.
أما في عام 2005، فقد شهد الاستاد طفرة كبيرة ضمن خطة استضافة كأس الأمم الإفريقية 2006، حيث تم تجديد المقاعد بالكامل، وتزويد الملعب بنظام إضاءة حديث وشاشات عرض إلكترونية، إلى جانب تطوير المرافق الداخلية لتلائم المعايير الدولية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) والفيفا (FIFA).
التجديد التاريخي قبل أمم إفريقيا 2019
مع استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، دخل ستاد القاهرة مرحلة تطوير شاملة هي الأضخم منذ إنشائه.
شملت أعمال التطوير تغيير أرضية الملعب بالكامل بعشب طبيعي جديد عالي الجودة، وتحديث أنظمة الصوت والإضاءة إلى تقنيات LED، وتبديل مقاعد الجماهير بأخرى مريحة وملونة بألوان العلم المصري. كما تم تجهيز مداخل ومخارج جديدة لتسهيل حركة الجماهير وتحسين أنظمة الأمن والمراقبة.
ظهر الاستاد بحلته الجديدة في حفل افتتاح البطولة بصورة أبهرت العالم، وأكدت أن مصر لا تزال قادرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية بأعلى مستوى من الكفاءة.
ستاد القاهرة اليوم
الملعب مزود بنظام مراقبة متكامل، وغرف VIP، ومركز إعلامي متطور، إضافة إلى أرضية على أعلى مستوى من الجودة.
كما أصبح الاستاد يستضيف العديد من الأحداث الكبرى، مثل نهائي دوري أبطال إفريقيا، والمباريات الدولية للمنتخب الوطني، وحفلات الافتتاحات الكبرى. ولا يزال يمثل مصدر فخر لكل مصري، كونه أحد رموز الرياضة والحضارة في البلاد.
رؤية مستقبلية
تسعى وزارة الشباب والرياضة المصرية حاليًا إلى تحويل ستاد القاهرة إلى مركز رياضي متكامل يضم متاحف رياضية ومناطق ترفيهية وتجارية، ليكون ليس فقط ملعبًا للمباريات، بل وجهة سياحية وثقافية أيضًا.
بهذا يستمر ستاد القاهرة في التطور والازدهار، ليبقى شاهدًا على تاريخ مصر الرياضي العريق، وجسرًا يربط الماضي المجيد بالمستقبل المشرق.
رأيك يهمنا عزيزى القارئ