أفضل 10 مدافعين في تاريخ نادي برشلونة: رموز الدفاع الذي بنى إمبراطورية الكرة

في عالم كرة القدم، حيث يتألق المهاجمون واللاعبون الوسط بأهدافهم الساحرة وتمريراتهم الدقيقة، غالباً ما يُغفل دور المدافعين. لكن في تاريخ نادي برشلونة، الذي يُعرف بـ"النادي الأكثر من مجرد نادٍ"، كان المدافعون عماداً أساسياً في بناء الإنجازات التاريخية. 


منذ تأسيس النادي عام 1899، مر نادي برشلونة بفترات ازدهار وأزمات، وفي كل مرحلة، برز مدافعون لم يقتصر دورهم على منع الأهداف، بل ساهموا في بناء الهجمات، رفعوا معنويات الفريق، وأصبحوا رموزاً للولاء والشجاعة. هذا المقال يستعرض أفضل 10 مدافعين في تاريخ برشلونة، بناءً على إنجازاتهم، تأثيرهم على الفريق، وإرثهم الذي ما زال يلهم الأجيال الجديدة. ليس هذا ترتيباً صارماً، بل نظرة تاريخية تسلط الضوء على كيف شكلوا هوية "البلوجرانا".

1. كارليس بويول: قائد الروح الكتالونية


يُعتبر كارليس بويول، الملقب بـ"الرجل الغائر" أو "الكابتن كتالونيا"، أعظم مدافع في تاريخ برشلونة دون جدال. ولد في لايدا عام 1978، وانضم إلى أكاديمية لاماسيا في سن الـ17، ليصبح رمزاً للولاء التام. بدأ مسيرته المهنية مع الفريق الأول عام 1999، وسرعان ما تحول إلى قائد دفاعي يجمع بين القوة الجسدية والذكاء التكتيكي. خلال 15 عاماً، لعب 593 مباراة رسمية، وساهم في الفوز بـ21 لقباً رئيسياً، بما في ذلك ثلاث دوري أبطال أوروبا (2006، 2009، 2011) وستة ألقاب لاليغا. بويول لم يكن مجرد مدافع؛ كان محركاً عاطفياً، يغطي كل المساحات على أرض الملعب، ويُعرف بتدخلاته الشرسة التي أنقذت الفريق مرات عديدة. في نهائي دوري الأبطال 2009 أمام مانشستر يونايتد، كان رأسه الفائزاً الذي فتح الباب لأهداف ميسي. تقاعد عام 2014، لكنه يظل اليوم رمزاً للنادي، حيث فاز بجائزة "القدم الذهبية" عام 2016 كلاعب من نادٍ واحد طوال مسيرته.

2. جيرارد بيكيه: الذكاء الدفاعي المطلق

جيرارد بيكيه، ابن برشلونة الحقيقي، ولد في المدينة عام 1987، وبدأ مسيرته في لاماسيا قبل انتقاله إلى مانشستر يونايتد عام 2004. عاد إلى برشلونة عام 2008، ليصبح شريكاً مثالياً لبويول في قلب الدفاع. لعب أكثر من 616 مباراة، وساهم في 30 لقباً، بما في ذلك أربع دوري أبطال وتسع لاليغا. ما يميز بيكيه هو قراءته الاستثنائية للعب، حيث كان يتنبأ بالتمريرات قبل حدوثها، مما جعله واحداً من أفضل المدافعين في أوروبا خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. في عصر بيب جوارديولا، كان بيكيه عموداً في نظام "التيكي تاكا"، حيث يبدأ الهجمات من الخلف بتمريراته الدقيقة. رغم بعض الجدل خارج الملعب، إلا أن إرثه الرياضي لا يُمس، وتقاعد عام 2022 كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ النادي.

3. داني ألفيس: الظهير الأيمن الذي غير قواعد اللعبة

دانی ألفيس، البرازيلي الذي ولد عام 1983، يُعتبر أفضل ظهير أيمن في تاريخ برشلونة كما أنه واحد من أكثر اللاعبين حصولاً علي الألقاب في تاريخ كرة القدم . انضم من إشبيلية عام 2008، وفي غضون ثماني سنوات، لعب 391 مباراة وساهم في 23 لقباً، بما في ذلك ثلاث دوري أبطال. لم يكن ألفيس مدافعاً تقليدياً؛ كان مهاجماً هجومياً يغطي كل الملعب، يساهم في الأهداف والتمريرات الحاسمة، ويُعرف بسرعته ومهاراته في التمرير. في نظام جوارديولا، أصبح ألفيس جزءاً أساسياً من الهجمات الجانبية، حيث سجل 21ً هدفاً وصنع عشرات الآخرين. عاد إلى برشلونة عام 2021 لفترة قصيرة، لكنه ترك بصمة لا تُنسى كواحد من أكثر اللاعبين إثارة في مركزه.

4. رونالد كومان: المدافع الذي سجل تاريخاً


رونالد كومان الهولندي، المولود عام 1963، ليس مدافعاً عادياً؛ هو "تين تين" الذي سجل 67 هدفاً مع برشلونة بين 1989 و1995. انضم من باير ميونخ، وأصبح بطل أوروبا الأول للنادي عام 1992 بهدفه الشهير في النهائي أمام سامبدوريا. لعب 184 مباراة، وساهم في أربع لاليغا، معتمداً على تسديداته الخارقة من ركلات الفري كيك والتمريرات الطويلة الدقيقة. كومان لم يكن مجرد حارس للشباك؛ كان يبني الهجمات كلاعب وسط، مما جعله واحداً من أكثر المدافعين تأثيراً في تاريخ النادي. اليوم، كمدرب، يحمل إرثه في الدم.

5. ميجيلي: القوة الخام التي بنت عصر السبعينيات

ميجيل بيرناردو بيانكويتي، أو "ميجيلي" كما يُعرف، المولود عام 1952 في الأندلس، هو رمز القوة الجسدية في دفاع برشلونة. انضم عام 1973 من سبورتينج خيخون، ولعب 20 عاماً كاملة، مسجلاً 549 مباراة و14 هدفاً، وساهم في لقب لاليغا نادر عام 1974. لقبه "تارزان" يعكس قدرته على الفوز بالكرات العالية والتدخلات الشرسة، مما جعله أحد أفضل المدافعين المركزيين في تاريخ النادي. ميجيلي كان عموداً في عصر انتقالي صعب، حيث ساعد برشلونة على استعادة مكانته في إسبانيا.

6. أنطوني توريس: الخط الدفاعي في الستينيات

أنطوني توريس، المولود في بالاغوير عام 1943، كان مدافعاً متعدد الاستخدامات يلعب كمركزي أو ظهير أيمن. انضم من هيركوليس عام 1964، ولعب ست سنوات، مسجلاً 106 أهداف من ركلات الفري كيك! كان توريس متخصصاً في التمريرات الطويلة الدقيقة، مما يجعله سابقة لأسلوب برشلونة الحديث. ساهم في كأس الملك عام 1968، ويُعتبر واحداً من أوائل المدافعين الهجوميين في تاريخ النادي، حيث غير مفهوم الدفاع من رد الفعل إلى بناء اللعب.

7. جيوفاني فان برونكهورست: الدفاع الهولندي الأنيق

المهاجم الهولندي السابق جيوفاني فان برونكهورست، المولود عام 1970، انضم إلى برشلونة عام 2003 كظهير أيسر، لكنه سرعان ما أصبح قائداً دفاعياً. لعب 107 مباراة، وساهم في دوري الأبطال 2006، حيث كان مفتاحاً في التوازن بين الدفاع والهجوم. سرعته ودقة تمريراته جعلته مثالياً لأسلوب جوارديولا، وفاز بلقب أفضل مدافع في الدوري الإسباني عام 2004. فان برونكهورست ترك إرثاً قصيراً لكنه مؤثراً، كدليل على قدرة برشلونة على جذب المواهب الأوروبية.

8. أريك آبيدال: المتعدد والملهم

الفرنسي أريك آبيدال، المولود عام 1979، انضم عام 2007 من ليون، ليصبح ظهيراً أيسر أو مركزياً متعدد الاستخدامات. لعب 159 مباراة، وساهم في ثلاث دوري أبطال (2009، 2011، 2015) وخمس لاليغا. رغم معاناته من السرطان عام 2011، عاد آبيدال أقوى، مما جعله رمزاً للصمود. ذكاؤه التكتيكي وسرعته ساعدا في عصر السيطرة، وكان شريكاً مثالياً لبيكيه وبويول.

9. ألبرتو لامباردو: الإيطالي الذي أحيا الدفاع

ألبرتو لامباردو الإيطالي، المولود عام 1941، انضم عام 1962 من إنتر ميلان، ولعب 10 سنوات كمدافع مركزي. سجل 431 مباراة و24 هدفاً، وساهم في أربع لاليغا وكأس الملك. كان لامباردو قائداً هادئاً، يعتمد على قراءة اللعب، وكان جزءاً من "الفريق الحالم" في الستينيات، حيث ساعد برشلونة على استعادة بريقه بعد سنوات الظلام تحت حكم فرانكو.

10. رافائيل ماركيز: المكسيكي الأسطوري

رافائيل ماركيز، "الكبير" المكسيكي المولود عام 1979، انضم عام 2003 من موناكو، ولعب سبع سنوات كمدافع مركزي. سجل 242 مباراة و13 هدفاً، وساهم في ثلاث لاليغا ودوري الأبطال 2006. كان أول مكسيكي في تاريخ النادي، واشتهر بقراءته الدفاعية وقيادته، مما جعله واحداً من أفضل المدافعين الأجانب في برشلونة.

أساطير الدفاع: من بويول إلى أراوجو، حماة إمبراطورية برشلونة

هؤلاء الـ10 مدافعين ليسوا مجرد أسماء في سجلات النادي؛ هم الذين حموا "ميزة برشلونة"، وأثبتوا أن الدفاع يمكن أن يكون فنّاً. من بويول الشجاع إلى كومان الهداف، مرّوا بفترات مختلفة لكن الجميع ساهم في 79 لقباً داخلياً و22 أوروبياً. في عصر اليوم، حيث يبرز رونالد أراوجو كوريث، يذكرنا هذا الإرث بأن برشلونة ليس نادياً للنجوم الهجومية فقط، بل للرموز الدفاعية التي بنت الإمبراطورية. إذا كنت معجباً، فكر في زيارة متحف النادي لترى قمصانهم – قصة حية للتاريخ.

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال