أكثر المباريات حضوراً جماهيرياً في تاريخ كرة القدم: لحظات خالدة في الملاعب

 موقع goool365
المؤلف موقع goool365
تاريخ النشر
آخر تحديث

أكثر المباريات حضوراً جماهيرياً في تاريخ كرة القدم: لحظات خالدة في الملاعب


تُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، حيث تجذب ملايين المشجعين إلى الملاعب والشاشات في كل ركن من أركان المعمورة. لكن هناك لحظات استثنائية في تاريخ هذه اللعبة، شهدت حضوراً جماهيرياً غير مسبوق، حيث امتلأت المدرجات بعشاق الساحرة المستديرة الذين جاؤوا ليشهدوا تاريخاً يُكتب على أرض الملعب. 


مباريات كرة القدم ليست مجرد أحداث رياضية، بل هي لحظات تاريخية تجمع الشعوب وتعبر عن شغفها وهويتها. من ملعب ماراكانا الأسطوري إلى هامبدن بارك وملعب 5 يوليو، شهدت هذه الملاعب لحظات خالدة حيث احتشدت الجماهير بأعداد غير مسبوقة لتشجيع فرقها المفضلة. ورغم أن لوائح السلامة الحديثة قد حدت من الأعداد الجماهيرية الضخمة، إلا أن شغف الجماهير لا يزال يشعل الملاعب ويصنع التاريخ.

في هذا المقال، سنأخذكم في رحلة عبر الزمن لاستعراض أكثر المباريات حضوراً جماهيرياً في تاريخ كرة القدم، مع التركيز على الأحداث التاريخية والتفاصيل التي جعلت هذه المواجهات لا تُنسى. 

1. نهائي كأس العالم 1950: البرازيل ضد أوروغواي (173,850 - 200,000 مشجع)

عند الحديث عن أكثر المباريات حضوراً جماهيرياً في التاريخ، لا يمكن تجاهل نهائي كأس العالم 1950 الذي أُقيم على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو بالبرازيل. هذه المباراة، التي جرت في 16 يوليو 1950 بين البرازيل وأوروغواي، تُعد الأكثر حضوراً في تاريخ كرة القدم، حيث سجلت الأرقام الرسمية حضور 173,850 مشجعاً، بينما تشير بعض المصادر غير الرسمية إلى أن العدد قد تجاوز 200,000 مشجع.

كانت البرازيل مرشحة بقوة للفوز باللقب، خاصة أنها كانت تلعب على أرضها وبين جماهيرها. قبل المباراة، كانت الأجواء مليئة بالتفاؤل، حيث توقع الجميع تتويج السامبا بلقب كأس العالم للمرة الأولى. حتى أن البرازيليين أعدوا ميداليات ذهبية منقوشة بأسماء لاعبيهم قبل بداية المباراة. لكن القدر كان له رأي آخر، فقد قلب أوروغواي الطاولة على البرازيل بفوز دراماتيكي بنتيجة 2-1، في حدث عُرف لاحقاً باسم "ماراكانازو". هذه المباراة لم تكن فقط الأعلى حضوراً، بل كانت واحدة من أكثر اللحظات إثارة ومأساوية في تاريخ كرة القدم.

لماذا كان الحضور الجماهيري ضخماً؟

في تلك الحقبة، لم تكن لوائح السلامة صارمة كما هي اليوم، مما سمح بدخول أعداد هائلة من الجماهير إلى ملعب ماراكانا، الذي بُني خصيصاً لهذا المونديال. كما أن شغف البرازيليين بكرة القدم، وتوقعاتهم العالية بتحقيق اللقب، ساهما في تدفق الجماهير بأعداد غير مسبوقة.

2. البرازيل ضد إسبانيا (كأس العالم 1950): 152,722 مشجع

في نفس البطولة، كأس العالم 1950، شهدت مباراة أخرى حضوراً جماهيرياً هائلاً، وهي مواجهة البرازيل ضد إسبانيا في مرحلة المجموعات النهائية. أقيمت هذه المباراة على ملعب ماراكانا أيضاً، وحضرها 152,722 مشجعاً. انتهت المباراة بفوز ساحق للبرازيل بنتيجة 6-1، مما عزز آمال الجماهير البرازيلية في التتويج باللقب قبل الصدمة في النهائي.

كانت هذه المباراة مثالاً للهيمنة البرازيلية في تلك النسخة من المونديال، حيث قدم المنتخب البرازيلي أداءً هجومياً مبهراً أمام جماهيره المتحمسة. الحضور الجماهيري الكبير يعكس الأجواء الكروية المميزة في البرازيل، حيث كانت الملاعب تتحول إلى مهرجانات شعبية تجمع بين الرياضة والثقافة.

3. أسكتلندا ضد إنجلترا (البطولة البريطانية 1937): 149,547 مشجع

ننتقل إلى أوروبا، حيث شهد ملعب هامبدن بارك في غلاسكو بأسكتلندا واحدة من أكثر المباريات حضوراً في تاريخ كرة القدم. في عام 1937، جمعت مباراة بين أسكتلندا وإنجلترا ضمن البطولة البريطانية 149,547 مشجعاً. انتهت المباراة بفوز أسكتلندا بنتيجة 3-1، في مواجهة كانت بمثابة احتفال كروي بين الجارتين اللتين تتنافسان بشراسة على مر العصور.

لماذا جذبت هذه المباراة هذا العدد الضخم؟

كانت مباريات أسكتلندا وإنجلترا في تلك الفترة بمثابة حدث وطني، حيث كانت الجماهير تتدفق من كلا البلدين لدعم منتخبها. ملعب هامبدن بارك كان أحد أكبر الملاعب في أوروبا آنذاك، ولم تكن هناك قيود صارمة على عدد المتفرجين، مما سمح بحضور هذا العدد الهائل.

4. سلتيك ضد أبردين (نهائي كأس أسكتلندا 1937): 147,365 مشجع

في نفس العام، 1937، وفي نفس الملعب، هامبدن بارك، شهدت مباراة نهائي كأس أسكتلندا بين سلتيك وأبردين حضور 147,365 مشجعاً. انتهت المباراة بفوز سلتيك بنتيجة 2-1، في مباراة كانت واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ الكرة الأسكتلندية.

كانت هذه المباراة تعبيراً عن شغف الأسكتلنديين بكرة القدم، حيث كان ناديا سلتيك وأبردين يتمتعان بقاعدة جماهيرية عريضة. الحضور الجماهيري الضخم يعكس أهمية كأس أسكتلندا كحدث رياضي وثقافي في تلك الحقبة.

5. الجزائر ضد نيجيريا (نهائي كأس أمم إفريقيا 1990): 114,000 مشجع

على المستوى العربي والإفريقي، تبرز مباراة نهائي كأس أمم إفريقيا 1990 بين الجزائر ونيجيريا كأكثر المباريات حضوراً في تاريخ الكرة العربية. أقيمت المباراة على ملعب 5 يوليو 1962 في الجزائر العاصمة، وحضرها أكثر من 114,000 مشجع، رغم أن سعة الملعب الرسمية كانت 90,000 متفرج فقط.

انتهت المباراة بفوز الجزائر بهدف نظيف سجله اللاعب شريف وجاني، لتحقق الجزائر لقبها الأول في البطولة. كان هذا الفوز لحظة تاريخية للجماهير الجزائرية، التي احتشدت بأعداد هائلة لدعم منتخبها الوطني. الحماس الجماهيري والأجواء الوطنية جعلت هذه المباراة واحدة من أكثر اللحظات تأثيراً في تاريخ الكرة الإفريقية.

6. مباريات كأس العالم 1970 في المكسيك: حضور قياسي

نسخة كأس العالم 1970 التي أقيمت في المكسيك شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً في عدة مباريات، خاصة تلك التي أقيمت على ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي. على سبيل المثال، مباراة المكسيك ضد الاتحاد السوفيتي شهدت حضور 107,160 مشجعاً، بينما مباراة المكسيك ضد بلجيكا جذبت 108,192 مشجعاً. هذه الأرقام تعكس شغف الجماهير المكسيكية بكرة القدم، خاصة أن البطولة كانت تُقام على أرضهم.

7. نهائي كأس العالم 1966: إنجلترا ضد ألمانيا الغربية (98,270 مشجع)

في عام 1966، شهد ملعب ويمبلي في لندن حضور 98,270 مشجعاً لمشاهدة نهائي كأس العالم بين إنجلترا وألمانيا الغربية. انتهت المباراة بفوز إنجلترا بنتيجة 4-2، في مباراة شهدت هدفاً مثيراً للجدل سجله جيف هيرست، والذي لا يزال يُناقش حتى اليوم. كانت هذه المباراة لحظة تاريخية للإنجليز، حيث فازوا بلقب كأس العالم الوحيد في تاريخهم.

لماذا كانت هذه المباريات الأعلى حضوراً؟

1. عدم وجود قيود صارمة على السلامة: في القرن العشرين، وخاصة في الخمسينيات وما قبلها، لم تكن هناك لوائح صارمة تحدد سعة الملاعب أو عدد المتفرجين، مما سمح بدخول أعداد هائلة من الجماهير.

2. الشغف الجماهيري: سواء في البرازيل، أسكتلندا، أو الجزائر، كانت كرة القدم تعبيراً عن الهوية الوطنية والثقافية، مما دفع الجماهير للحضور بأعداد كبيرة.

3. أهمية المباريات: معظم هذه المباريات كانت نهائيات أو مواجهات حاسمة في بطولات كبرى، مما زاد من جاذبيتها.

4. ملاعب تاريخية: ملاعب مثل ماراكانا، هامبدن بارك، وأزتيكا كانت رمزاً للرياضة في بلدانها، مما شجع الجماهير على الحضور.

مباريات حديثة: حضور جماهيري مميز

في العصر الحديث، وبسبب لوائح السلامة الصارمة، أصبح من النادر تسجيل أعداد جماهيرية تتجاوز 100,000 مشجع في مباراة واحدة. ومع ذلك، هناك مباريات حديثة شهدت حضوراً مميزاً، مثل:

مانشستر يونايتد ضد ريال مدريد (2014): في كأس الأبطال الدولية بالولايات المتحدة، شهدت المباراة حضور 109,318 مشجعاً في ملعب ميتشيغان، وهو رقم قياسي لمباراة كرة قدم في الولايات المتحدة.

كأس العالم للأندية 2025: مباراة الأهلي المصري ضد إنتر ميامي شهدت حضور 60,927 مشجعاً، مما يعكس الشعبية المتزايدة للبطولة في نسختها الموسعة.

تعليقات

عدد التعليقات : 0