صانع الألعاب ليس مجرد لاعب يمرّر الكرة؛ إنّه العقل المفكّر في الملعب، اليد الخفية التي تغيّر اتجاه المباراة بلمسة أو رؤية خارقة.
1. دييغو مارادونا – المايسترو الأرجنتيني الذي لا يتكرر
لا يمكن الحديث عن الإبداع دون ذكر مارادونا، اللاعب الذي جمع بين المراوغة الخرافية والرؤية الاستثنائية.
كان مارادونا صانع الألعاب الذي يستطيع التمرير من بين خمسة مدافعين بدقة، وفي الوقت نفسه يسجل أهدافًا لا تُنسى.
قاده هذا الدور لقيادة منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم 1986، حيث كان صانع الألعاب والمهاجم وصاحب القرار في كل هجمة.
مارادونا لم يكن مجرد لاعب؛ كان سيمفونية كاملة تتحرك على العشب.
2. زين الدين زيدان – رسام الملعب بلمسات من الذهب
تميز برؤية ثاقبة وبقدرة على خلق الثغرات في أقوى الدفاعات.
ساهم زيدان في فوز فرنسا بكأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية 2000، كما قدم سنوات من الفن مع يوفنتوس وريال مدريد.
لم يكن صانع لعب فقط، بل قائد هادئ يحرّك الفريق وكأنه مايسترو أوركسترا.
3. أندريس إنييستا – شاعر الوسط وصانع اللحظات الخالدة
هو اللاعب الذي يستطيع أن يُمرّر تحت الضغط، وأن يخرج من المساحات الضيقة وكأنه يرقص بين خصومه.
ساهم في ثورة برشلونة بقيادة بيب غوارديولا، ودخل التاريخ بهدفه الذهبي في نهائي كأس العالم 2010.
إنييستا نموذج لصانع ألعاب يعتمد على الفهم العميق للمساحات أكثر من القوة الجسدية.
4. يوهان كرويف – الأب الروحي لكرة القدم الشاملة
كان كرويف أكثر من مجرد لاعب… كان مفكرًا وفيلسوفًا داخل الملعب.
في مركز صانع الألعاب، قدّم نموذجًا جديدًا يعتمد على الحركة المستمرة، تبادل المراكز، والتنظيم الجماعي.
قاد أياكس وهولندا إلى حقبة من الإبداع، وأثر على كل جيل بعده.
رؤيته للملعب كانت سبّاقة لعصره، ولا يزال تأثيره مهمًا حتى يومنا هذا.
5. ميشيل بلاتيني – صانع الألعاب الذي جعل فرنسا قوة عالمية
اشتهر بتمريراته المتقنة، قراءة اللعب، والقدرة على التسجيل من خارج المنطقة.
قاد فرنسا للفوز بيورو 1984، وقدم سنوات ذهبية مع يوفنتوس جعلته أحد أبرز لاعبي جيله.
كان صانع ألعاب مكتملًا يجمع بين التهديف والصناعة والتحكم بالكرة.
6. رونالدينيو – الموهبة التي أعادت السحر إلى كرة القدم
رونالدينيو لم يكن مجرد صانع ألعاب؛ كان مصدر السعادة في كل ملعب يدخل إليه.
تمريراته بالكعب، فتح اللعب يمينًا ويسارًا، رؤيته الخارقة، وقدرته على اللعب تحت الضغط جعلته لاعبًا استثنائيًا.
قائد برشلونة قبل حقبة ميسي، وأحد أهم من أعاد الهيبة للنادي في بداية الألفية.
كان بإمكانه تحويل الهجمة إلى هدف من تمريرة واحدة تبدو مستحيلة.
7. لوكا مودريتش – عقل ريال مدريد وصاحب الكرة الذهبية
استطاع مودريتش أن يثبت أن صانع الألعاب لا يحتاج إلى جسم ضخم ليهيمن على الوسط.
يتميز بقدرة مذهلة على تدوير الكرة، والتحكم في نسق المباراة، وصناعة الهجمات من العمق.
قاد كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، وحقق مع ريال مدريد إنجازات هائلة في دوري الأبطال.
مودريتش هو المثال الأوضح لصانع ألعاب عصري يجمع بين المجهود البدني والفن.
8. فرانشيسكو توتي – ملك روما وصانع اللعب المثالي
يُعتبر توتي أحد أكثر اللاعبين ولاءً في تاريخ كرة القدم.
تميّز بتمريراته العمودية الساحرة، وقدرته الفريدة على إيجاد زملائه في أصعب المواقف.
لعب في مركز “الريجيستا الهجومي”، وكان محور كل هجمة لفريق روما لأكثر من 20 عامًا.
توتي لم يكن مجرد أسطورة للنادي؛ بل أحد أفضل صناع الألعاب في تاريخ السيريا A.
9. تشافي هيرنانديز – من وضع حجر أساس التيكي تاكا
إيقاع المباراة كان يتغيّر بلمسته، وتمريراته القصيرة كانت جزءًا من هوية التيكي تاكا الخالدة.
ساهم في الفوز بكأس العالم 2010 ويورو 2008 و2012.
تشافي لم يكن صانع ألعاب تقليدي… بل عقلًا استراتيجيا يسيطر على المباراة من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة.
10. كيفين دي بروين – مهندس اللحظات الحاسمة في العصر الحديث
يُعتبر دي بروين أفضل صانع ألعاب في العالم خلال السنوات الأخيرة.
في مانشستر سيتي، أصبح اللاعب الذي يصنع الفارق بلمسة واحدة.
يمتاز بتمريراته العرضية القاتلة، قدرته على التحرك بين الخطوط، والتسديد من خارج المنطقة.
هو صانع ألعاب يجمع بين القوة والدقة والرؤية، ويُعد من أبرز نجوم الجيل الحالي.
كيف تطوّر دور صانع الألعاب عبر العقود؟
تغيّر دور صانع الألعاب بمرور الزمن، لكن بقي العنصر الأساسي واحدًا: الذكاء والابتكار.
في الماضي، كان اللاعب رقم 10 تقليديًا يقف خلف المهاجمين.
اليوم أصبح صانع الألعاب يتحرك في كل مكان، ويشارك في بناء الهجمة من الخلف.
الكرة الحديثة تعتمد على لاعبين قادرين على الربط بين الخطوط، مع قدرة بدنية وفنية عالية.
ورغم تطور التكتيكات، يبقى صانع الألعاب هو القلب النابض للملعب.
سحرة الوسط… صوت الإبداع في كرة القدم
هؤلاء اللاعبون العشرة لم يصنعوا أهدافًا فقط، بل صنعوا تاريخًا كاملًا.
ترك كل واحد منهم بصمته في كرة القدم، وألهم أجيالًا من اللاعبين الذين حاولوا تقليدهم ولم ينجحوا إلا قليلًا.
صانع الألعاب سيظل دائمًا اللاعب الذي يحمل مفاتيح الانتصار، ومع كل مباراة جميلة تتذكر جماهير كرة القدم أن السحر الحقيقي يأتي دائمًا من خط الوسط.




رأيك يهمنا عزيزى القارئ