تعد كرة القدم السعودية من أكثر المدارس الكروية تطورًا في آسيا، إذ قدّمت مواهب مبهرة محليًا وعربيًا، غير أن حلم الاحتراف الأوروبي ظل طويلاً بعيد المنال أمام اللاعبين السعوديين.
ومع ذلك، نجح بعضهم في خوض تجارب احترافية مميزة، فتنوّعت مسيرتهم بين الأندية الأوروبية الكبيرة والمتوسطة، ليتركوا بصمة خالدة في ذاكرة الجماهير.
في هذا المقال نستعرض أبرز 10 محترفين سعوديين في أوروبا، الذين حملوا راية الكرة السعودية خارج الحدود وأثبتوا أن الموهبة السعودية قادرة على المنافسة في أي مكان.
1. سامي الجابر – تجربة إنجليزية محفورة في الذاكرة
في عام 2000، انضم إلى نادي وولفرهامبتون واندررز الإنجليزي، حيث قدّم مستويات جيدة رغم قصر التجربة. كانت تلك الخطوة بمثابة فتح الطريق لبقية اللاعبين السعوديين نحو الاحتراف الأوروبي.
تُذكر تجربته كواحدة من أبرز لحظات انفتاح الكرة السعودية على أوروبا، خاصة أن الجابر كان وقتها نجمًا لمنتخب بلاده في كأس العالم.
2. فهد المولد – سرعة سعودية في الليغا الإسبانية
في عام 2018، انتقل النجم فهد المولد إلى نادي ليفانتي الإسباني على سبيل الإعارة من الاتحاد السعودي، ضمن برنامج الهيئة العامة للرياضة لتطوير اللاعبين قبل كأس العالم.
رغم أن مشاركاته كانت محدودة، إلا أن وجوده في الدوري الإسباني، أحد أقوى دوريات العالم، مثّل خطوة رمزية مهمة للكرة السعودية، وبيّن أن الأندية الأوروبية بدأت تلتفت إلى المواهب القادمة من الخليج.
3. يحيى الشهري – تجربة فنية في ليغانيس الإسباني
اللاعب المهاري يحيى الشهري انضم إلى ليغانيس الإسباني عام 2018، وكان من أكثر اللاعبين الموهوبين فنيًا في المنتخب السعودي.
ورغم قصر المدة، فقد ساهم في تغيير الصورة النمطية عن اللاعب الخليجي، حيث أثبت قدرته على التكيّف مع أسلوب اللعب الأوروبي السريع والضغط العالي.
4. سالم الدوسري – من فياريال إلى العالمية
في عام 2018، انضم إلى نادي فياريال الإسباني، وشارك فعليًا في مباراة رسمية أمام ريال مدريد في الليغا، وهو إنجاز تاريخي للكرة السعودية.
عاد بعدها إلى الهلال ليتألق محليًا وقاريًا، قبل أن يقود المنتخب السعودي للفوز التاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر 2022، مؤكدًا أن التجربة الأوروبية صقلت موهبته بشكل كبير.
5. عبد الله الحمدان – تجربة واعدة في الدوري الإسباني
اللاعب الشاب عبد الله الحمدان خاض تجربة قصيرة في أكاديمية سبورتينغ خيخون الإسبانية، وهي تجربة لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي الكبير لكنها ساهمت في تطوير فكره الكروي مبكرًا.
اليوم يُعد الحمدان أحد أبرز المهاجمين المحليين، ومن المتوقع أن يخوض تجربة احترافية أوروبية جديدة مستقبلًا.
6. نواف العابد – موهبة سعودية لامعة في فرنسا
قبل إصاباته المتكررة، تلقّى نواف العابد عدة عروض أوروبية، وتمت استضافته لفترة تجريبية قصيرة في فرنسا. ورغم أن التجربة لم تكتمل احترافيًا، إلا أنها كانت مؤشّرًا على مدى الإعجاب الأوروبي بمهارته العالية.
العابد ظلّ من أكثر اللاعبين السعوديين الذين كانت أوروبا تترقبهم، خاصة بعد تألقه في كأس آسيا 2015 وتصفيات كأس العالم.
7. تركي العمار – المستقبل الأوروبي المنتظر
النجم الشاب تركي العمار، الحاصل على جائزة أفضل لاعب شاب في آسيا عام 2018، خضع لعدة تجارب تدريبية في أوروبا، أبرزها في إسبانيا وبلجيكا.
ويُتوقع أن يكون من الجيل القادم الذي سيعيد للاعب السعودي وجوده في الدوريات الأوروبية بشكل مستمر.
8. محمد العويس – حارس سعودي بين العروض الأوروبية
حارس المنتخب السعودي محمد العويس كان أحد اللاعبين الذين لفتوا الأنظار في مونديال قطر 2022 بعد تصدياته التاريخية أمام الأرجنتين.
تحدثت تقارير عدة عن اهتمام أندية تركية وفرنسية بخدماته، ورغم أنه لم يغادر رسميًا، فإن قيمته السوقية ارتفعت أوروبيًا، ليصبح أحد المرشحين للعب خارج السعودية مستقبلًا.
9. ناصر الشمراني – التجربة القصيرة في الدوري الكرواتي
في نهاية مشواره الكروي، خاض ناصر الشمراني تجربة قصيرة في أوروبا عبر بوابة الدوري الكرواتي. ورغم أنها لم تدم طويلًا، إلا أنها أثبتت شغفه بالمنافسة وسعيه الدائم لإثبات ذاته خارج الملاعب المحلية.
10. محمد صلاح الدين (محترف سعودي في البرتغال)
لا يجب نسيان تجربة محمد صلاح الدين، أحد اللاعبين السعوديين الذين نشأوا في أوروبا منذ الصغر ولعبوا في الدرجة الثانية البرتغالية.
تُعد تجربته مختلفة لأنها لم تأتِ من احتراف خارجي بعد الشهرة، بل من نشأة مبكرة داخل بيئة أوروبية، مما جعله نموذجًا لجيل جديد من اللاعبين السعوديين مزدوجي الخبرة.
الطريق مفتوح أمام الجيل الجديد
رغم أن عدد المحترفين السعوديين في أوروبا ما زال محدودًا، إلا أن الوعي الكروي في السعودية تطوّر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا مع رؤية المملكة 2030، التي تدعم تطوير الرياضة ورفع مستوى الاحتراف.
الجيل الجديد من المواهب السعودية يمتلك المهارة والانضباط والرؤية، ما يجعل احترافهم في أوروبا مسألة وقت لا أكثر.
فكرة القدم السعودية اليوم لم تعد مجرد منافسة محلية، بل مشروع عالمي يسعى لتصدير المواهب ورفع اسم المملكة في الملاعب الأوروبية.
رأيك يهمنا عزيزى القارئ