نادي الفيصلي الأردني، المعروف بلقب "النسر الأزرق" أو "الزعيم"، يُعد أحد أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم العربية. تأسس النادي في عام 1932 في العاصمة عمان تحت اسم "كشافة النادي الفيصلي"، ثم أخذ اسمه الحالي في عام 1941 بعد حملة جمع تبرعات ناجحة ساهمت في بناء مقره.
منذ ذلك الحين، أصبح الفيصلي رمزاً للإنجاز والثبات، حيث فاز بأكثر من 84 بطولة رسمية، بما في ذلك 35 لقباً في الدوري الأردني، 21 كأساً للأردن، و17 كأس سوبر أردني، بالإضافة إلى فوزين تاريخيين بكأس الاتحاد الآسيوي للأندية في 2005 و2006. هذا الإرث الغني لم يكن ليحقق دون رموز بشرية، لاعبين رسموا تاريخ النادي بأهدافهم، تمريراتهم، ودفاعهم الشجاع.
في هذا المقال، نستعرض أفضل 10 لاعبين في تاريخ نادي الفيصلي، بناءً على إسهاماتهم في البطولات، أرقامهم الإحصائية، وتأثيرهم على الفريق والجماهير. هذه القائمة غير رسمية، لكنها تعتمد على تحليل تاريخي للإنجازات، حيث يُعتبر الفيصلي النادي الوحيد في الأردن الذي لم يهبط إلى الدرجة الثانية طوال تاريخه. دعونا نغوص في قصص هؤلاء الأبطال الذين جعلوا من "العميد" نادياً أسطورياً.
1. جريس تادرس: هداف العرب والأسطورة الأبدية
جريس تادرس، المهاجم الأردني الذي لعب في السبعينيات والثمانينيات، يُعد أيقونة الفيصلي بلا منازع. اشتهر بقوة إطلاقه وذكائه في التحرك داخل منطقة الجزاء، حيث سجل أكثر من 200 هدف في الدوري الأردني، مما جعله هدافاً تاريخياً للنادي. كان تادرس نجماً في فوز الفريق بسبعة ألقاب دوري متتالية بين 1976 و1983، وساهم في كأس الأردن عدة مرات. على المستوى الدولي، حصل على لقب هداف البطولات العربية، مما يجعله "هداف العرب" في تاريخ الفيصلي. الجماهير لا تزال تتغنى باسمه في الملعب، رمزاً للعصر الذهبي للنادي.
2. مهند محادين: المايسترو الذي أشعل الملاعب
في الثمانينيات، برز مهند محادين كلاعب وسط متعدد المهام، يجمع بين الإبداع والقوة البدنية. لعب أكثر من 300 مباراة مع الفيصلي، وساهم في فوز الفريق بـ10 ألقاب دوري، بما في ذلك الدوري والكأس في عام 1984 لأول مرة في تاريخ الأردن. حصل محادين على جائزة أفضل لاعب في بطولة النخبة العربية بالمغرب عام 1985، وسجل 45 هدفاً من ركلات حرة مذهلة. كان يُلقب بـ"الساحر" لقدرته على تغيير مجرى المباريات، واعتزل في مباراة تكريمية أقامها النادي خصيصاً له، مما يعكس مكانته.
3. حسونة الشيخ: صخرة الوسط ومهندس النصر
حسونة الشيخ، لاعب الوسط الدفاعي، يُعتبر عمود الفريق في التسعينيات والألفية الجديدة. لعب بين 1990 و2005، وساهم في 12 لقباً محلياً، بما في ذلك كأس الاتحاد الآسيوي الأولى عام 2005. بقوته الجسدية ودقة تمريراته، سجل 30 هدفاً وقدم أكثر من 100 أسيست، وكان قائداً للفريق في فترات انتقالية صعبة. الشيخ، الذي لُقب بـ"المحرك الأزرق"، ساعد في بناء جيل اللاعبين الشباب، ولا يزال يُذكر كرمز للالتزام والولاء للنادي.
4. هيثم الشبول: الحارس الذي أغلق الأبواب
هيثم الشبول، حارس المرمى الأسطوري في التسعينيات، يحمل الرقم القياسي في عدد المباريات النظيفة للفيصلي، مع أكثر من 150 مباراة دون استقبال أهداف. انضم إلى الفريق عام 1992، وساهم في فوز بـ8 ألقاب دوري وكأس الاتحاد الآسيوي الثاني عام 2006. حصل على جائزة أفضل حارس في بطولة النخبة الأردنية، وكان يُعرف بـ"الجدار الأزرق" لردوده الاستثنائية على الركلات الحرة. الشبول لعب دوراً حاسماً في مواجهات الديربي مع الوحدات، حيث أنقذ الفريق مرات عديدة.
5. أنيس شفيق: الدرع الحديدي للمرمى
أنيس شفيق، آخر حارس في القائمة، يُعد من أفضل حراس كرة القدم الأردنية على الإطلاق. لعب في الثمانينيات والتسعينيات، وساهم في 9 ألقاب دوري، مع رقم قياسي في التصديات (أكثر من 70% نجاح). حصل على لقب أفضل حارس في بطولات عربية متعددة، وكان قائداً للدفاع في العصر الذي شهد صعود الفيصلي كقوة إقليمية. شفيق، الذي اعتزل عام 1995، يُذكر كرمز للثبات، خاصة في المباريات الدولية التي أهلت الفريق لكأس الاتحاد الآسيوي.
6. عدنان عوض: المهاجم الذي أشعل الشباك
عدنان عوض، مهاجم الثمانينيات، سجل أكثر من 150 هدفاً مع الفيصلي، وساهم في 7 ألقاب دوري متتالية. اشتهر بسرعته ودقته في الرأسيات، وكان شريكاً مثالياً لتادرس في الهجوم. عوض حصل على جوائز هداف الدوري الأردني مرتين، وكان نجماً في مباريات الديربي، حيث سجل 12 هدفاً ضد الوحدات. اعتزاله عام 1988 كان حدثاً وطنياً، يعكس تأثيره على الكرة الأردنية.
7. علي الزعبي: المدافع الذي بنى الإمبراطورية
علي الزعبي، مدافع قوي في السبعينيات، لعب أكثر من 250 مباراة، وساهم في 6 ألقاب دوري. كان "القائد الصامت"، يقود الدفاع بذكاء تكتيكي، وأنقذ الفريق من هجمات خطيرة عديدة. الزعبي، الذي لعب أيضاً مع المنتخب الوطني، يُعتبر أباً لجيل المدافعين الأردنيين، وساهم في تطوير الأكاديمية الشبابية للنادي.
8. رياض حسن: الجناح السريع الذي أرعب الخصوم
رياض حسن، جناح أيمن في التسعينيات، سجل 80 هدفاً وقدم 90 أسيست، وساهم في 10 ألقاب محلية. اشتهر بمراوغاته الساحرة وسرعته، مما جعله هدافاً في كأس الأردن عام 1997. حسن كان نجماً في كأس الاتحاد الآسيوي، حيث سجل هدفاً حاسماً في النهائي عام 2005. الجماهير تُلقبه بـ"الريح الأزرق" لقدرته على اختراق الدفاعات.
9. حاتم عقل: اللاعب المتعدد الذي لم يُقهر
حاتم عقل، لاعب وسط هجومي في الألفية الجديدة، لعب بين 2000 و2010، وساهم في 8 ألقاب دوري وكأس الاتحاد الآسيوي. سجل 60 هدفاً من منتصف الملعب، وحصل على جائزة أفضل لاعب أردني عام 2007. عقل كان متعدد الاستخدامات، يلعب في ثلاثة مراكز، وكان قائداً في مواجهات المنافسين العرب.
10. بهااء عبد الرحمن: القائد الحديث للعصر الجديد
بهااء عبد الرحمن، لاعب وسط، انضم عام 2006 واعتزل 2021، وساهم في 7 ألقاب دوري، بما في ذلك 2017 و2019. كقائد من 2016 إلى 2020، قدم أكثر من 50 أسيست، وكان رمزاً للاستقرار في فترة التحديات. عبد الرحمن، الذي لعب مع المنتخب، يُعتبر جسرًا بين الأجيال القديمة والحديثة.
رأيك يهمنا عزيزى القارئ