لاعبو فرنسا الحاصلون على الكرة الذهبية عبر التاريخ

تُعد فرنسا واحدة من أعظم الدول في تاريخ كرة القدم، ليس فقط من حيث البطولات الجماعية ولكن أيضًا من حيث النجوم الذين لمعوا فرديًا وتركوا بصمات خالدة. 

فقد أنجبت فرنسا عددًا من اللاعبين الذين تمكنوا من التتويج بجائزة الكرة الذهبية، وهي أرفع الجوائز الفردية في عالم كرة القدم. وفي هذا المقال نستعرض أبرز هؤلاء الأساطير الفرنسيين الذين صعدوا إلى القمة.

ريموند كوبا – رائد المجد الفرنسي (1958)

يُعتبر ريموند كوبا أول لاعب فرنسي في التاريخ يتوج بالكرة الذهبية عام 1958، حين كان نجمًا ساطعًا في صفوف ريال مدريد الإسباني ومنتخب فرنسا. تميز كوبا بأسلوب لعبه الأنيق ومراوغاته المبهرة، وكان أحد أعمدة الفريق الملكي الذي سيطر على أوروبا في الخمسينيات. ترك بصمة لا تُنسى في مسيرة كرة القدم الفرنسية، وفتح الباب أمام الأجيال القادمة لتحقيق المجد الفردي.

ميشيل بلاتيني – الأسطورة المتوج ثلاث مرات (1983 – 1984 – 1985)

ميشيل بلاتيني هو أحد أبرز رموز كرة القدم الفرنسية والعالمية، فقد حقق إنجازًا فريدًا بحصوله على الكرة الذهبية ثلاث سنوات متتالية، وهو ما لم يحققه سوى عدد محدود جدًا من اللاعبين في التاريخ. كان بلاتيني قائدًا لمنتخب فرنسا الذهبي في الثمانينيات وصانع ألعاب من الطراز الرفيع، امتلك رؤية استثنائية للملعب وقدرة مذهلة على تسجيل الأهداف من الكرات الثابتة. قاد فرنسا إلى التتويج ببطولة أوروبا 1984، ليؤكد أنه أحد أعظم لاعبي الوسط في التاريخ.

جان بيير بابان – المهاجم القاتل (1991)

في عام 1991، صعد نجم جديد في سماء الكرة الفرنسية هو جان بيير بابان، المهاجم الهداف الذي قاد نادي مارسيليا إلى القمة الأوروبية. امتلك بابان تسديدات صاروخية ولمسات فنية رائعة أمام المرمى، ما جعله يظفر بالكرة الذهبية عن جدارة. ترك بصمته في تاريخ الكرة الفرنسية كأحد أبرز المهاجمين الذين عرفهم الجيل الذهبي لمارسيليا في التسعينيات.

زين الدين زيدان – الفنان المتوج (1998)

كريم بنزيما – العودة إلى القمة بعد عقدين (2022)

بعد مرور أكثر من 20 عامًا على تتويج زيدان، عاد العلم الفرنسي ليرفرف مجددًا فوق الكرة الذهبية بفضل كريم بنزيما في عام 2022. تألق بنزيما بشكل مذهل مع ريال مدريد، وقاد الفريق لتحقيق دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في موسم استثنائي. كان رمزًا للثبات والعزيمة، حيث واصل التألق رغم تقدمه في العمر، ليثبت أن الإصرار يمكن أن يعيد اللاعب إلى القمة مهما طال الانتظار.

عثمان ديمبيلي – الموهبة التي وصلت إلي القمة (2025)

في عام 2025، كتب عثمان ديمبيلي فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم الفرنسية، بعدما تُوِّج بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، ليصبح أحدث من حمل هذا المجد بعد مواطنه كريم بنزيما، بعد سنوات من العمل الجاد والتحديات والإصابات التي هددت مسيرته، عاد ديمبيلي بقوة ليُثبت أن الموهبة لا تموت، بل تنضج مع الإصرار. فقد قدّم موسمًا استثنائيًا مع باريس سان جيرمان، حيث كان المحرك الرئيسي لهجوم الفريق وصانع الفارق في البطولات المحلية والأوروبية.

إرث فرنسي خالد في عالم الذهب

من كوبا إلى بنزيما، تمتد رحلة المجد الفرنسي على مدار أكثر من ستة عقود من الإبداع والتألق. فقد أثبتت فرنسا أن كرة القدم ليست فقط صناعة بطولات جماعية، بل أيضًا منجم للمواهب الفردية التي تصنع التاريخ وتُلهم الأجيال القادمة.

ولعل ما يميز فرنسا هو قدرتها المستمرة على إنتاج نجوم من طراز عالمي، يجعل من مسألة تتويج لاعب فرنسي آخر بالكرة الذهبية في المستقبل أمرًا واردًا جدًا، مع جيل جديد من الموهوبين مثل كيليان مبابي وأنطوان غريزمان.