أبرز 10 لاعبين عادوا من الاعتزال في تاريخ كرة القدم

تعد كرة القدم من أكثر الرياضات شغفًا وإثارة في العالم، حيث تتشابك فيها القصص الإنسانية مع الإنجازات الرياضية. من بين هذه القصص، هناك لاعبون قرروا العودة إلى الملاعب بعد إعلان اعتزالهم.


عودة اللاعبين من الأعتزال سواء لتحقيق المزيد من الإنجازات، أو بدافع الشغف، أو لتلبية طلب الجماهير والأندية. في هذا المقال، نستعرض أبرز 10 لاعبين عادوا من الاعتزال في تاريخ كرة القدم، مع تسليط الضوء على قصصهم الملهمة وتأثيرهم على اللعبة.

1. بيليه (البرازيل)

يُعد بيليه، أسطورة كرة القدم البرازيلية، أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، حيث قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم ثلاث مرات (1958، 1962، 1970). أعلن بيليه اعتزاله في عام 1974 بعد مسيرة حافلة مع نادي سانتوس، لكنه عاد في عام 1975 للعب مع نادي نيويورك كوسموس في الدوري الأمريكي لكرة القدم. كانت عودته مدفوعة برغبته في تعزيز شعبية كرة القدم في الولايات المتحدة. خلال فترته مع كوسموس، أظهر بيليه بريقًا من مهاراته الأسطورية، وساهم في جذب اهتمام عالمي باللعبة في أمريكا، قبل أن يعتزل نهائيًا في عام 1977.

2. روماريو (البرازيل)


روماريو، النجم البرازيلي الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 1994، اشتهر بمهاراته التهديفية الاستثنائية. أعلن اعتزاله في عام 2008 بعد مسيرة طويلة، لكنه عاد في عام 2009 ليلعب مع نادي أمريكا البرازيلي، وهو فريق صغير كان يشجعه والده. كانت عودته رمزية إلى حد كبير، حيث أراد تحقيق حلم والده برؤيته يلعب بقميص الفريق. ساهم روماريو في صعود الفريق إلى الدرجة الثانية في البرازيل، مما جعل عودته واحدة من القصص العاطفية المميزة في عالم كرة القدم.

3. بول سكولز (إنجلترا)

يُعتبر بول سكولز أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ مانشستر يونايتد. أعلن اعتزاله في عام 2011 بعد مسيرة رائعة، لكنه لم يستطع مقاومة نداء الملاعب. في يناير 2012، أقنعه المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون بالعودة لمساعدة الفريق في ظل نقص في اللاعبين. عاد سكولز بأداء مميز وساهم في فوز مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2012-2013، قبل أن يعتزل نهائيًا. عودته تُظهر كيف يمكن للشغف والإخلاص أن يدفعا اللاعب للعودة بقوة.

4. ينس ليمان (ألمانيا)

حارس المرمى الألماني ينس ليمان، الذي اشتهر بأدائه المميز مع أرسنال، أعلن اعتزاله في نهاية موسم 2009-2010. لكن في عام 2011، عاد ليمان للملاعب بشكل مفاجئ لمساعدة أرسنال الذي عانى من إصابات جميع حراسه. لعب ليمان مباراتين رسميتين كحارس أساسي، وأظهر احترافية عالية رغم تقدمه في السن، قبل أن يعتزل نهائيًا بنهاية الموسم. عودته تُعد مثالًا للالتزام والاستعداد لخدمة الفريق في أوقات الأزمات.

5. يوهان كرويف (هولندا)


يُعتبر يوهان كرويف رمزًا لكرة القدم الشاملة، حيث أحدث ثورة في اللعبة بأسلوبه المبتكر. أعلن كرويف اعتزاله في عام 1978 بعد مسيرة مميزة مع أياكس وبرشلونة، لكنه عاد في عام 1979 للعب مع لوس أنجلوس أزتيكس في الدوري الأمريكي، ثم عاد لاحقًا إلى أياكس وفينورد في هولندا. عودته لم تكن مجرد استعراض، بل ساهم في تحقيق ألقاب محلية مع الأندية الهولندية، مما يبرز تأثيره الكبير حتى في سن متأخرة.

6. جورج وياه (ليبيريا)

جورج وياه، الفائز بالكرة الذهبية عام 1995 واللاعب الإفريقي الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز، أعلن اعتزاله في عام 2003 بعد مسيرة مميزة مع أندية مثل ميلان وتشيلسي. لكنه عاد في عام 2007 للعب مباراة ودية مع منتخب ليبيريا، ثم لعب لفترة قصيرة مع نادي محلي. عودته كانت رمزية، تهدف إلى إلهام الجيل الجديد في بلاده، وتظل قصته واحدة من أبرز الأمثلة على العودة بدافع وطني.

7. خوان سيباستيان فيرون (الأرجنتين)

خوان سيباستيان فيرون، نجم خط الوسط الأرجنتيني، أعلن اعتزاله في عام 2012 بعد مسيرة مع أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وإنتر ميلان. لكنه عاد في عام 2013 ليلعب مع نادي إستوديانتس في الأرجنتين، حيث كان يشغل منصب رئيس النادي. شارك فيرون كلاعب ومدرب في بعض المباريات، وساهم في تحقيق نتائج إيجابية، مما جعل عودته قصة فريدة تجمع بين القيادة الإدارية والميدانية.

8. لاندون دونوفان (الولايات المتحدة)

يُعتبر لاندون دونوفان أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ الولايات المتحدة. أعلن اعتزاله في عام 2014 بعد مسيرة رائعة مع لوس أنجلوس جالاكسي، لكنه عاد في عام 2016 ليلعب مع الفريق نفسه لفترة قصيرة. عودته ساعدت جالاكسي في تحسين أدائه، كما أظهر دونوفان أنه لا يزال قادرًا على المنافسة بمستوى عالٍ. عاد مرة أخرى في 2018 للعب مع نادي ليون في المكسيك، مما أضاف إلى إرثه كأسطورة أمريكية.

9. فان دير سار (هولندا)


حارس المرمى الهولندي إدوين فان دير سار، الذي اشتهر مع مانشستر يونايتد وأياكس، أعلن اعتزاله في عام 2011. لكنه عاد بشكل مفاجئ في عام 2016 للعب مباراة واحدة مع نادي نوردهوك الهولندي الهاوي، بعد إصابة حارس الفريق الأساسي. على الرغم من أن عودته كانت لمباراة واحدة فقط، إلا أنها أثبتت أن مهاراته الحارسية لم تتلاشَ حتى بعد سنوات من الاعتزال.

10. زين الدين زيدان (فرنسا)

زين الدين زيدان، أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ، أعلن اعتزاله في عام 2006 بعد نهائي كأس العالم الشهير ضد إيطاليا. لكنه عاد للعب في مباريات ودية وخيرية عدة مرات، بما في ذلك مباريات مع فرق أساطير ريال مدريد. على الرغم من أن عودته لم تكن في سياق تنافسي، إلا أن ظهوره في هذه المباريات أظهر مهاراته الاستثنائية التي لم تتلاشَ، مما جعل جماهير كرة القدم تتوق إلى رؤيته مجددًا.

لماذا يعود اللاعبون من الاعتزال؟

هناك عدة أسباب تدفع اللاعبين للعودة من الاعتزال، منها:

الشغف باللعبة: كرة القدم ليست مجرد مهنة، بل هي شغف يصعب التخلي عنه.

الحاجة إلى اللاعب: كما حدث مع ليمان وسكولز، حيث عادا لمساعدة أنديتهما في أوقات الحاجة.

الدوافع العاطفية: مثل عودة روماريو لتحقيق حلم والده.

الرغبة في تعزيز اللعبة: كما فعل بيليه في الولايات المتحدة.

اللياقة البدنية: مع تطور التغذية والعلاج الطبيعي، أصبح بإمكان اللاعبين الحفاظ على مستواهم حتى سن متقدمة.

تأثير العودة على كرة القدم

عودة اللاعبين من الاعتزال لها تأثير كبير على اللعبة، سواء من خلال إلهام الجماهير، أو تعزيز شعبية الفرق والدوريات، أو نقل الخبرة إلى الجيل الجديد. قصص مثل عودة بيليه وسكولز تُظهر أن العمر مجرد رقم، وأن الإرادة والشغف يمكن أن يتغلبا على التحديات.

تُعد عودة اللاعبين من الاعتزال ظاهرة نادرة ولكنها ملهمة في عالم كرة القدم. سواء كانت العودة بدافع الشغف، أو الحاجة، أو تحقيق حلم شخصي، فإن هؤلاء اللاعبين أثبتوا أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتهم. من بيليه إلى زيدان، تظل هذه القصص خالدة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، وتذكرنا بأن الأساطير لا تتلاشى بسهولة.

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال