أبرز 10 أساطير لعبو لنادي بارما الإيطالي عبر التاريخ

نادي بارما لكرة القدم، المعروف أيضًا باسم بارما كالچيو 1913، هو أحد أكثر الأندية الإيطالية إثارة وتأثيرًا في تاريخ الدوري الإيطالي (سيري آ). 


تأسس النادي في عام 1913 في مدينة بارما الصغيرة في إميليا رومانيا، وكان يُعرف في البدايات باسم "فيردي فوت بول كلوب" تكريمًا للموسيقار الشهير جوزيبي فيردي، الذي ولد في المنطقة نفسها. على مر السنين، مر النادي بفترات صعود وهبوط دراماتيكية، لكنه حقق ذروة مجده في التسعينيات، حيث أصبح قوة أوروبية حقيقية بفضل دعم شركة بارمالات الغذائية، التي ساهمت في جذب نجوم عالميين. خلال تلك الحقبة، فاز بارما بثلاث بطولات كأس إيطاليا، كأس السوبر الإيطالي، كأس الاتحاد الأوروبي مرتين، كأس السوبر الأوروبي، وكأس الكؤوس الأوروبية. 

لكن ما يجعل تاريخ بارما لا يُنسى حقًا هو اللاعبون الأسطوريون الذين ارتدوا قميصه الأصفر والأزرق، والذين لم يساهموا فقط في الفوز بالألقاب، بل شكلوا أيضًا هوية النادي كـ"فريق المفاجآت" الذي يجمع بين الإبداع والقوة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز 10 أساطير لاعبي نادي بارما، مع التركيز على مساهماتهم، إنجازاتهم، والتأثير الذي تركوه على النادي والكرة العالمية. هؤلاء اللاعبون ليسوا مجرد أبطال في الملعب، بل رموز لعصر ذهبي انتهى بفضل أزمة مالية كبرى في عام 2004، لكنهم ما زالوا يلهمون الأجيال الجديدة حتى اليوم، خاصة مع عودة النادي إلى السيري آ في السنوات الأخيرة.

1. جانلويجي بوفون: حارس المرمى الأسطوري الذي بدأ رحلته في بارما


جانلويجي بوفون، الذي يُعتبر أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، انضم إلى بارما في عام 1995 كشاب في السابعة عشرة من عمره. ظهر لأول مرة في مباراة ضد ميلان، حيث أنقذ الفريق من هزيمة مذلة بفضل تصدياته الاستثنائية أمام نجوم مثل روبرتو باجيو وجورج وياه. خلال فترته مع النادي حتى عام 2001، لعب بوفون أكثر من 200 مباراة، وساهم في فوز بارما بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1999، كأس إيطاليا، وكأس السوبر الإيطالي. كان بوفون رمزًا للثبات والقيادة، حيث حقق أكثر من 100 مباراة نظيفة الأهداف، وأصبح قائدًا للمنتخب الإيطالي الذي فاز بكأس العالم 2006. بعد مغادرته إلى يوفنتوس مقابل 52 مليون يورو (رقم قياسي للحراس)، عاد بوفون إلى بارما في 2021 كلاعب ومدرب، مما يؤكد إرثه الخالد. بوفون لم يكن مجرد حارس؛ كان الدرع الذي حمى أحلام النادي الأوروبية.

2. هيرنان كريسبو: الهداف الأرجنتيني الذي أشعل الشباك

هيرنان كريسبو، المهاجم الأرجنتيني الذي يُلقب بـ"فالدي كاريو" (الوادي الثمين)، انضم إلى بارما في عام 1996 قادمًا من ريفر بليت، بعد أن ساهم في فوز كوبا ليبرتادوريس وتسجيل أهداف في أولمبياد 1996. في أول موسم له، سجل 13 هدفًا، لكنه بلغ ذروته في موسم 1998-1999 بتسجيل 28 هدفًا في الدوري الإيطالي، مما جعله هداف النادي التاريخي برصيد 94 هدفًا. كريسبو كان الركيزة في الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1999، حيث سجل هدف الفوز في النهائي أمام أولمبيك مارسيليا. شراكته مع إنريكو كييزا كانت مدمرة، حيث شكلا ثنائيًا هجوميًا يعتمد على السرعة والدقة. مغادرته إلى لاتسيو في 2000 مقابل 41 مليون يورو كانت خسارة كبيرة، لكنه ترك إرثًا كأحد أفضل المهاجمين في تاريخ السيري آ، وساهم في تطوير أسلوب الهجوم السريع لبارما.

3. ليليان تورام: المدافع الفرنسي الذي بنى الجدران الخلفية

ليليان تورام، المدافع الفرنسي الأسطوري، انضم إلى بارما في عام 1996 من موناكو مقابل 13 مليون يورو، وسرعان ما أصبح أحد أفضل المدافعين في العالم. خلال خمس سنوات، لعب تورام أكثر من 200 مباراة، وساهم في بناء خط دفاعي أسطوري مع فابيو كانافارو وروبرتو سينسيني. كان تورام متعدد الاستخدامات، يلعب كظهير أيمن أو قلب دفاع، وتميز بسرعته وقوته الجسدية، مما ساعد بارما على الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1999. على الصعيد الدولي، كان تورام بطل كأس العالم 1998 وبطولة أوروبا 2000 مع فرنسا. مغادرته إلى يوفنتوس في 2001 مقابل 25 مليون يورو كانت خطوة طبيعية لنجم عالمي، لكن فترته في بارما كانت الأساس لنجاحه، حيث سجل 5 أهداف وأعطى النادي توازنًا دفاعيًا مثاليًا. تورام ليس مجرد مدافع؛ هو رمز للانضباط والقيادة في تاريخ النادي.

4. فابيو كانافارو: القائد الإيطالي الذي فاز بكرة الذهب


فابيو كانافارو، الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية عام 2006، انضم إلى بارما في عام 1995 من نابولي مقابل 6 ملايين يورو، وكان في الـ22 من عمره فقط. سرعان ما أصبح قائد الفريق، ولعب أكثر من 200 مباراة حتى مغادرته إلى إنتر في 2002. كانافارو كان الركيزة في خط الدفاع، وساهم في الفوز بكأس إيطاليا مرتين (1999 و2002)، كأس الاتحاد الأوروبي 1999، وكأس السوبر الإيطالي. تميزه في الالتحامات الجوية والقراءة الدفاعية جعله يحقق 138 مباراة دولية مع إيطاليا، بما في ذلك كأس العالم 2006. في بارما، تعلم كيفية التعامل مع النجوم مثل أسبريلا وزولا، وأصبح رمزًا للشجاعة. كانافارو لم يكن مجرد لاعب؛ كان القائد الذي رفع مستوى النادي إلى مستويات أوروبية.

5. فاوستينو أسبريلا: النجم الكولومبي الذي أحضر الجنون إلى الملعب

فاوستينو أسبريلا، المهاجم الكولومبي الملقب بـ"التيغريلو"، انضم إلى بارما في عام 1992 من أتلتيكو ناسيونال، وساهم في تحويل النادي إلى قوة هجومية. خلال فترته حتى 1996، سجل 22 هدفًا في 66 مباراة، وكان نجم الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1995 أمام يوفنتوس، حيث سجل هدفًا حاسمًا. أسبريلا كان معروفًا بسرعته الخارقة ومهاراته الفردية، مما جعله يخلق الفرص من العدم. على الرغم من مشاكله الشخصية، إلا أنه أصبح أيقونة في إيطاليا، وساهم في كأس العالم 1994 مع كولومبيا. مغادرته إلى نيوكاسل يونايتد كانت خسارة، لكنه ترك إرثًا كلاعب يجمع بين الإبداع والجدل، وألهم جيلًا من الجناحين في السيري آ.

6. إنريكو كييزا: المهاجم الإيطالي الذي ورث إرث والده

إنريكو كييزا، والد النجم الشاب فيديريكو كييزا، انضم إلى بارما في عام 1996 من سامبدوريا، وسجل 14 هدفًا في أول موسم له. خلال فترته حتى 2000، لعب أكثر من 100 مباراة وساهم في الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1999، حيث سجل 8 أهداف في البطولة. شراكته مع كريسبو كانت أسطورية، حيث اعتمدا على السرعة والتسديد القوي. كييزا كان هدافًا لبارما في موسم 1996-1997، وشارك في 26 مباراة دولية مع إيطاليا. مغادرته إلى فيورنتينا كانت نهاية عصر، لكنه يُعتبر أحد أفضل المهاجمين الإيطاليين في التسعينيات، وأصبح رمزًا للوراثة العائلية في كرة القدم الإيطالية.

7. روبرتو سينسيني: المدافع الأرجنتيني متعدد المهام

روبرتو سينسيني، المدافع الأرجنتيني، انضم إلى بارما في عام 1994 من فيورنتينا، ولعب حتى 2000. كان قادرًا على اللعب كقلب دفاع أو وسط دفاعي، وساهم في الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1995 و1999، بالإضافة إلى كأس الكؤوس الأوروبية 1993. خلال فترته، لعب أكثر من 200 مباراة، وسجل 10 أهداف، وكان جزءًا من الثلاثي الدفاعي الأسطوري مع تورام وكانافارو. سينسيني فاز بكأس العالم 1986 مع الأرجنتين، وأصبح مدربًا ناجحًا لاحقًا. إرثه في بارما هو الذكاء التكتيكي والقراءة الدفاعية، مما ساعد النادي على مواجهة أقوى الهجمات الأوروبية.

8. جيانفرانكو زولا: الساحر السارديني الذي أضاء الوسط

جيانفرانكو زولا، اللاعب الإيطالي الذي لعب كوسط هجومي، انضم إلى بارما في عام 1993 من نابولي، وساهم في الفوز بكأس الكؤوس الأوروبية 1993 وكأس الاتحاد الأوروبي 1995. خلال فترته حتى 1996، سجل 24 هدفًا في 110 مباراة، وكان معروفًا بمهاراته في التمرير والتسديد الحر. زولا حصل على 35 مباراة دولية، وكان جزءًا من المنتخب الإيطالي في يورو 1996. مغادرته إلى تشيلسي كانت خطوة عالمية، لكنه ترك في بارما إرث الإبداع، حيث أصبح رمزًا للعب الجميل في عصر الدفاع الإيطالي الصلب.

9. أنطونيو بيناريفو: الظهير اليساري الذي غطى الجهة بكفاءة

أنطونيو بيناريفو، الظهير اليساري الإيطالي، انضم إلى بارما في عام 1991 من بريشيا، ولعب 13 عامًا حتى 2004، مسجلاً أكثر من 300 مباراة. ساهم في الفوز بكأس إيطاليا مرتين، كأس الكؤوس الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي مرتين. بيناريفو كان معروفًا بهجماته الجانبية في تشكيلة 5-3-2، وكان جزءًا أساسيًا من الفريق الذي نافس على السكوديتو في 1997. إرثه هو الولاء والاستمرارية، خاصة خلال الأزمة المالية، مما يجعله أحد رموز النادي في السنوات الصعبة.

10. دينو باجيو: الوسط الدفاعي القوي الذي أضاف التوازن

دينو باجيو، شقيق روبرتو باجيو، انضم إلى بارما في عام 1997 من يوفنتوس، ولعب حتى 2003. كان وسطًا دفاعيًا قويًا، ساهم في الفوز بكأس إيطاليا 1999 و2002، وسجل 11 هدفًا في 140 مباراة. باجيو فاز بكأس العالم 1994 مع إيطاليا، وكان يلعب مع ألان بوغوسيان في الوسط ليوفر التوازن. إرثه في بارما هو القوة الجسدية والتكتيك، مما ساعد في مواجهة الفرق الكبرى مثل يوفنتوس وميلان.

إرث أساطير بارما في عصر جديد

أساطير لاعبي بارما ليسوا مجرد أسماء في سجلات النادي؛ هم الذين حوّلوا فريقًا صغيرًا إلى عملاق أوروبي، رغم التحديات المالية التي أدت إلى إفلاس النادي مرتين (2004 و2015). اليوم، مع عودة بارما إلى السيري آ، يظل إرث هؤلاء اللاعبين مصدر إلهام، يذكر الجماهير بأن النجاح يأتي من الإبداع والشغف. سواء كنت مشجعًا قديمًا أو جديدًا، فإن قصة هؤلاء الأساطير تُثبت أن بارما ليس مجرد نادٍ، بل ظاهرة كروية خالدة.

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال