أفضل 10 مدافعين في تاريخ ريال مدريد: أعمدة الدفاع الأبيض التي غيرت مسار الكرة

ريال مدريد، النادي الأبيض الذي يُعرف بـ"الملوك"، لم يبنِ إمبراطوريته على الهجوم فقط، بل على دفاع صلب يشبه جدران قلعة لا تُخترق. منذ تأسيس النادي في عام 1902، مرّت من مركزه الدفاعي أساطير شكلت هوية الفريق، وأسهمت في فوز الـ"بيض" بـ15 لقبًا في دوري أبطال أوروبا، و36 بطولة في الدوري الإسباني. 


هؤلاء المدافعون لم يكونوا مجرد حارزين للكرة؛ كانوا قادة، هدافين، ومبتكرين، يجمعون بين القوة الجسدية والذكاء التكتيكي. في هذا المقال، نستعرض أفضل 10 مدافعين في تاريخ ريال مدريد، بناءً على إنجازاتهم، تأثيرهم على الفريق، وإرثهم الذي يلهم الأجيال. القائمة مرتبة حسب التأثير الشامل، مع التركيز على مساهماتهم في النادي، ودون نسيان أن الترتيب يظل محل نقاش بين عشاق الكرة.

1. سيرجيو راموس: القائد الذي يصنع التاريخ


سيرجيو راموس، الإسباني الذي انضم إلى ريال مدريد عام 2005 قادمًا من إشبيلية، يُعتبر بلا منازع أفضل مدافع في تاريخ النادي. لم يكن راموس مجرد حارس للشباك؛ كان قائدًا يقود الفريق بروح القتال، وسجل أكثر من 100 هدف مع النادي، معظمها من ركلات الرأس في اللحظات الحاسمة. قاد ريال مدريد إلى فوز بأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا متتالية (2014-2018)، وكان هداف الفريق في نهائي 2014 ضد أتلتيكو مدريد، حيث سجل هدف التعادل في الدقيقة 93 ليؤدي إلى الإضافة وفوز تاريخي. راموس لعب 671 مباراة، وساهم في 22 لقبًا، بما في ذلك خمسة ألقاب دوري إسباني. قوته الجوية، رغم طوله المتوسط (184 سم)، وقدرته على القراءة الدفاعية جعلته نموذجًا للمدافع الحديث. بعد رحيله إلى باريس سان جيرمان عام 2021، يظل راموس رمزًا للولاء والشغف، وكثيرًا ما يُقارن بأعظم المدافعين في تاريخ الكرة مثل باولو مالديني.

2. روبرتو كارلوس: السهم البرازيلي الذي يهز الشباك

عند الحديث عن المدافعين الهجوميين، لا يُفوّت أحد روبرتو كارلوس، البرازيلي الذي انضم إلى ريال مدريد عام 1996 من إنتر ميلان. كان كارلوس أكثر من مجرد ظهير أيسر؛ كان سلاحًا هجوميًا يُرعب الخصوم بتسديداته الصاروخية، مثل ذلك الهدف الشهير ضد فرنسا في كأس الملك 1997، الذي يُعتبر أحد أجمل الأهداف في التاريخ. لعب 584 مباراة، وساهم في ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا (1998، 2000، 2002)، وأربعة ألقاب دوري إسباني. تسديداته المنحنية من الركلات الحرة، وقدرته على الجري اللامتناهي على الجناح الأيسر، غيّرت مفهوم الظهير في كرة القدم. مع البرازيل، فاز بكأس العالم 2002، لكنه في ريال مدريد أصبح أيقونة، حيث سجل 47 هدفًا كمدافع. رحيله عام 2007 ترك فراغًا لم يُملأ إلا جزئيًا بمارسالو، لكنه يظل اليوم مدربًا ومحللًا يُذكّر الجميع بأيام "الجالاكتيكوس".

3. بيبي: الوحش البرتغالي الذي لا يُكسر

بيبي، البرتغالي الذي انضم عام 2007 من بورتو، يُلقب بـ"الوحش" لقوته الجسدية وقدرته على الالتحام مع الخصوم. شكّل مع راموس أقوى قلب دفاع في تاريخ النادي، وساهم في ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا متتالية (2016-2018)، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب دوري إسباني. لعب 334 مباراة، وسجل 15 هدفًا، لكنه برز في اللحظات الكبرى، مثل إنقاذه للكرة على خط المرمى في نهائي 2014. بيبي لم يكن مثاليًا دائمًا – تعرّض لبطاقات حمراء عديدة بسبب اندفاعه – لكنه كان اللاعب الذي يُلهم الفريق بروح القتال. مع البرتغال، فاز بيورو 2016، وفي ريال مدريد، أصبح رمزًا للدفاع الحديدي. رحيله عام 2017 كان نهاية عصر، لكنه عاد مؤقتًا في 2021 ليُثبت أن الخبرة لا تُضاهى.

4. رافاييل فاران: الرولز رويس الفرنسي

رافاييل فاران، الفرنسي الذي انضم عام 2011 من لانس، يُلقب بـ"الرولز رويس" لأناقته وسرعته في الملعب. شكّل ثنائيًا أسطوريًا مع راموس، وساهم في أربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا (2014، 2016، 2017، 2018)، وثلاثة ألقاب دوري إسباني. لعب 360 مباراة، وكان نادرًا ما يُخطئ، مع قدرة استثنائية على الخروج من الضغط بالكرة. فاران، الذي فاز بكأس العالم 2018 مع فرنسا، كان مثالًا للمدافع الحديث: سريع، ذكي، وغير متهور. رحيله إلى مانشستر يونايتد عام 2021 بسبب أزمة كورونا المالية كان خسارة كبيرة، لكنه يظل في ذاكرة الجماهير كلاعب مثالي لزيدان، الذي بنى إمبراطوريته على استقرار الدفاع.

5. فرناندو هييرو: المدفع الإسباني في الدفاع

فرناندو هييرو، الإسباني الذي قضى 14 عامًا في النادي (1989-2003)، يُعتبر أكثر المدافعين تسجيلاً في تاريخ ريال مدريد بـ127 هدفًا. لم يكن هييرو مدافعًا تقليديًا؛ كان قائدًا يلعب في الوسط أحيانًا، وساهم في ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا (1998، 2000، 2002)، وخمسة ألقاب دوري إسباني. لعب 601 مباراة، وكان معروفًا بتسديداته البعيدة وركلاته الحرة الدقيقة. هييرو قاد الفريق في أزمات، مثل فوز 1998 ضد يوفنتوس، وأصبح رئيسًا للنادي لاحقًا. إرثه يتجاوز الملعب؛ هو رمز للإسبانية الأصيلة في "الجالاكتيكوس" الأولى.

6. مارسيلو: الراقص البرازيلي على الجناح


مارسيلو فييرا، البرازيلي الذي انضم عام 2007 من فلامنغو، يُعتبر أفضل ظهير أيسر في التاريخ بعد روبرتو كارلوس. لعب 546 مباراة، وساهم في خمسة ألقاب دوري أبطال أوروبا، وستة ألقاب دوري إسباني. مارسيلو لم يكن مدافعًا فقط؛ كان فنانًا يمرر الكرة بمهارة، ويسجل أهدافًا حاسمة مثل ذلك في نهائي 2014. قدرته على الاندفاع الهجومي جعلته شريكًا مثاليًا لكريستيانو رونالدو. رحيله عام 2022 كان عاطفيًا، حيث أصبح أكثر اللاعبين برازيليين مباراة في النادي.

7. خوانتو كينكوكيس: العقل المدافع في عصر ما قبل الحرب

خوانتو كينكوكيس، الإسباني الذي لعب من 1928 إلى 1942، يُعتبر أحد أعظم المدافعين في عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية. لعب 455 مباراة، وساهم في أربعة ألقاب دوري إسباني، وكان معروفًا بذكائه التكتيكي وقدرته على قراءة المباراة بدلاً من الاعتماد على القوة الجسدية. كينكوكيس، الذي فاز بكأس العالم 1934 مع إسبانيا، شكّل دفاعًا صلبًا في عصر كانت الكرة فيه أقل تنظيمًا. إرثه يكمن في كونه أحد مؤسسي الدفاع الإسباني الحديث.

8. تشيندو: الولاء الإسباني الخالد

ميغيل بورلان نوغيرا، المعروف بـ"تشيندو"، قضى 17 عامًا (1973-1990) في النادي، لعب 741 مباراة – ثاني أكثر اللاعبين – وساهم في خمسة ألقاب دوري إسباني وكأس الاتحاد الأوروبي 1986. كظهير أيمن، كان تشيندو رمزًا للولاء، رافضًا عروضًا من نادي آخر، وكان قويًا في الالتحامات. إرثه يتجاوز الإحصائيات؛ هو اللاعب الذي يُذكّر بالروح الريالية الأصيلة.

9. فابيو كانافارو: البطل العالمي القصير


فابيو كانافارو، الإيطالي الذي انضم عام 2006 بعد فوزه بكرة الذهب، لعب ثلاثة مواسم فقط لكنه فاز بلقبين دوري إسباني. رغم قامته القصيرة (176 سم)، كان أفضل مدافع في العالم، معروفًا بتوقيته الدقيق في الالتحامات. ساهم في استقرار الدفاع خلال فترة انتقالية، وأصبح عضوًا في "أفضل 11 أجنبي في تاريخ ريال مدريد".

10. خوسيه سانتاماريا: الركيزة الأوروغوايانية

خوسيه سانتاماريا، الأوروغواياني الذي انضم عام 1957، فاز بأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا متتالية (1958-1961). لعب 232 مباراة، وكان معروفًا بقوته وقدرته على التمركز كـ"مان ماركر". سانتاماريا، الذي لعب لأوروغواي وإسبانيا، يُعتبر أحد أعظم المدافعين الجنوب أمريكيين في تاريخ النادي.

عمالقة الدفاع: الأساطير العشرة التي شكّلت إرث ريال مدريد

هؤلاء العشرة أبطال ليسوا مجرد أسماء في سجلات ريال مدريد؛ هم الذين بنوا الجدران التي حمَت النجوم مثل دي ستيفانو، زيدان، ورونالدو. من العصور القديمة إلى الحديثة، يُظهرون أن الدفاع ليس مجرد إيقاف الهجمات، بل صناعة الفوز. مع أنطونيو روديغر وديفيد ألابا اليوم، يستمر الإرث، لكن هؤلاء العمالقة يظلون الأفضل. هل توافق مع الترتيب؟ شاركنا رأيك في التعليقات، وتابع للمزيد عن تاريخ الكرة!

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال