في عالم كرة القدم، لا يقتصر النجاح على اللاعبين والمدربين فقط، بل يمتد إلى رؤساء الأندية الذين يمتلكون رؤية استراتيجية وجرأة إدارية لتحويل أنديتهم إلى قوى عالمية.
رؤساء الأندية هم العقول المدبرة وراء النجاحات الكبرى في كرة القدم. من سانتياغو برنابيو، الذي بنى إرث ريال مدريد، إلى ناصر الخليفي، الذي حوّل باريس سان جيرمان إلى قوة عالمية، ترك هؤلاء القادة بصماتهم في التاريخ. سواء من خلال استقدام النجوم، بناء البنية التحتية، أو تحقيق الألقاب، فإن هؤلاء الرؤساء أثبتوا أن النجاح في كرة القدم يتطلب رؤية، جرأة، وشغفًا لا ينضب. هذه القصص تُلهم عشاق الساحرة المستديرة وتبرز دور القيادة في صناعة الأساطير.
هؤلاء القادة، بفضل قراراتهم الحاسمة واستثماراتهم الذكية، تركوا بصمات لا تُمحى في تاريخ الساحرة المستديرة. في هذا المقال، نستعرض أشهر 10 رؤساء أندية في تاريخ كرة القدم، مع التركيز على إنجازاتهم وتأثيرهم الفريد.
1. فلورنتينو بيريز (ريال مدريد – إسبانيا)
يُعد فلورنتينو بيريز أحد أعظم رؤساء الأندية في التاريخ، حيث قاد ريال مدريد في فترتين (2000-2006، 2009-الآن). أطلق سياسة "الغالاكتيكوس"، مضمًا نجومًا مثل زين الدين زيدان، رونالدو، وكريستيانو رونالدو. تحت قيادته، فاز الريال بـ8 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و10 ألقاب في الدوري الإسباني. حوّل بيريز النادي إلى علامة تجارية عالمية بإيرادات ضخمة، وحافظ على استقراره رغم الأزمات المالية مثل جائحة كورونا.
2. سيلفيو برلسكوني (ميلان – إيطاليا)
سيلفيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا السابق، قاد ميلان من 1986 إلى 2017، وحوّله إلى قوة أوروبية. استقدم المدرب أريغو ساكي ونجومًا مثل ماركو فان باستن، رود خوليت، وباولو مالديني، مما أدى إلى 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا (1989، 1990، 1994، 2003، 2007) و8 ألقاب في الدوري الإيطالي. كما عزز العلامة التجارية للنادي، مما جعله واحدًا من أغنى الأندية في عصره.
3. ناصر الخليفي (باريس سان جيرمان – فرنسا)
منذ توليه رئاسة باريس سان جيرمان عام 2011، حوّل ناصر الخليفي النادي إلى قوة أوروبية بفضل استثمارات قطر. جلب نجومًا مثل نيمار (222 مليون يورو)، كيليان مبابي، وليونيل ميسي، وحقق 9 ألقاب في الدوري الفرنسي. عزز الخليفي العلامة التجارية للنادي من خلال شراكات مع نايكي وجوردان، وزاد إيرادات النادي بشكل كبير، رغم عدم تحقيق دوري الأبطال حتى الآن.
4. خوان لابورتا (برشلونة – إسبانيا)
خوان لابورتا، رئيس برشلونة في فترتين (2003-2010، 2021-الآن)، قاد النادي إلى عصره الذهبي. استقدم المدرب بيب غوارديولا وشكل فريقًا تاريخيًا بقيادة ميسي، تشافي، وإنييستا، محققًا 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و10 ألقاب في الدوري الإسباني. نجح في إصلاح الأزمات المالية للنادي عام 2021، وحافظ على مكانته كأحد أقوى الأندية تسويقيًا.
5. أندريا أنييلي (يوفنتوس – إيطاليا)
أندريا أنييلي قاد يوفنتوس من 2010 إلى 2023، محققًا هيمنة محلية بـ9 ألقاب متتالية في الدوري الإيطالي (2011-2020). استقدم نجومًا مثل كريستيانو رونالدو وجيانلويجي بوفون، وعزز العلامة التجارية للنادي عالميًا. رغم عدم تحقيق دوري الأبطال، كان أنييلي رائدًا في فكرة دوري السوبر الأوروبي، مما أثار جدلًا واسعًا.
6. رومان أبراموفيتش (تشيلسي – إنجلترا)
رومان أبراموفيتش، الملياردير الروسي، اشترى تشيلسي عام 2003 وحوّله إلى قوة عالمية. استثمر مئات الملايين في ضم نجوم مثل ديدييه دروغبا وفرانك لامبارد، وحقق 5 ألقاب في الدوري الإنجليزي و2 في دوري أبطال أوروبا (2012، 2021). كما دعم أكاديمية النادي، مما أنتج مواهب مثل ميسون ماونت. رغم مغادرته عام 2022، يظل إرثه عظيمًا.
7. خلدون المبارك (مانشستر سيتي – إنجلترا)
خلدون المبارك، رئيس مانشستر سيتي منذ استحواذ مجموعة أبوظبي عام 2008، حوّل النادي من فريق متوسط إلى قوة عالمية. فاز السيتي بـ8 ألقاب في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا 2023 تحت قيادته. استقدم نجومًا مثل كيفين دي بروين وإيرلينج هالاند، وعزز البنية التحتية للنادي، مما جعله نموذجًا للإدارة الحديثة.
8. أولي هونيس (بايرن ميونخ – ألمانيا)
أولي هونيس، لاعب سابق في بايرن ميونخ، قاد النادي كرئيس من 2009 إلى 2019، مع فترات سابقة كمدير تنفيذي. حقق البايرن 8 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و23 لقبًا في الدوري الألماني تحت إدارته. استقدم نجومًا مثل روبرت ليفاندوفسكي ومانويل نوير، وحافظ على استقرار مالي وتنافسي للنادي، مما جعله أحد أقوى الأندية في أوروبا.
9. سانتياغو برنابيو (ريال مدريد – إسبانيا)
سانتياغو برنابيو، رئيس ريال مدريد من 1943 إلى 1978، هو أسطورة إدارية. أسس ملعب سانتياغو برنابيو الشهير وبدأ هيمنة الريال في أوروبا بـ6 ألقاب في كأس أوروبا (1955-1960). استقدم أساطير مثل ألفريدو دي ستيفانو وفيرينتس بوشكاش، ووضع الأسس لتحويل ريال مدريد إلى النادي الأكثر شهرة في العالم.
10. إدواردو أنييلي (يوفنتوس – إيطاليا)
إدواردو أنييلي، من عائلة أنييلي المالكة لفيات، قاد يوفنتوس في الثلاثينيات والأربعينيات، ووضع الأسس لتحويله إلى قوة إيطالية. حقق النادي 5 ألقاب في الدوري الإيطالي تحت قيادته، وكان رائدًا في الاستثمار في البنية التحتية وتطوير الأكاديمية. أرسى أنييلي ثقافة النجاح التي استمرت مع عائلته حتى اليوم.
لماذا يُعد هؤلاء الرؤساء أساطير؟
الرؤية الاستراتيجية: قادة مثل بيريز والمبارك حوّلوا أنديتهم إلى علامات تجارية عالمية بفضل قرارات مالية ذكية.
الصفقات الكبرى: استقدموا نجومًا غيّروا مسار الأندية، مثل نيمار (الخليفي) وزيدان (بيريز).
الهيمنة الرياضية: حققوا ألقابًا محلية وقارية، مثل برلسكوني مع ميلان وهونيس مع بايرن.
إدارة الأزمات: نجحوا في الحفاظ على استقرار الأندية رغم التحديات، كما فعل لابورتا مع برشلونة.
الإرث الدائم: تركوا بصمات مثل ملعب برنابيو وأكاديميات شبابية أنتجت أساطير.