أطول ركلات ترجيح في تاريخ كرة القدم: ماراثونات حسمت مصير المباريات

أطول ركلات ترجيح في تاريخ كرة القدم: ماراثونات حسمت مصير المباريات


تُعد ركلات الترجيح واحدة من أكثر اللحظات إثارة وتوتراً في كرة القدم، حيث تتحول المباراة إلى اختبار نفسي وفني يتطلب هدوء أعصاب ودقة عالية. عندما تنتهي المباريات بالتعادل بعد الوقت الأصلي والإضافي، تصبح ركلات الترجيح هي الحل الأخير لحسم النتيجة. 


تُظهر ركلات الترجيح الطويلة، مثل تلك التي شهدتها مباراة كيه كيه بالاس وسيفيكس أو مودرن فيوتشر وبيراميدز، أن كرة القدم ليست مجرد لعبة مهارة، بل اختبار للصبر والقوة النفسية. هذه المباريات، سواء في بطولات كبرى أو دوريات هواة، تُبرز جمال اللعبة وقدرتها على خلق لحظات تاريخية. مع استمرار تطور كرة القدم، قد نشهد أرقاماً قياسية جديدة في المستقبل، لكن هذه المباريات ستبقى محفورة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة.

في بعض الحالات النادرة، تمتد هذه الركلات إلى أعداد قياسية، مما يجعلها محط أنظار عشاق اللعبة. في هذا المقال، نستعرض أطول ركلات ترجيح في تاريخ كرة القدم.

1. كيه كيه بالاس ضد سيفيكس (كأس ناميبيا 2005) – 48 ركلة ترجيح

تُعد مباراة نهائي كأس ناميبيا عام 2005 بين كيه كيه بالاس وسيفيكس الأطول رسمياً في تاريخ كرة القدم، حيث سجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. بعد تعادل الفريقين 2-2 في الوقت الأصلي والإضافي، احتكما إلى ركلات الترجيح التي بلغت 48 ركلة (24 لكل فريق). انتهت المباراة بفوز كيه كيه بالاس بنتيجة 17-16، في سيناريو دراماتيكي اضطر فيه بعض اللاعبين لتسديد ثلاث ركلات. ما يميز هذه المباراة هو إهدار 15 ركلة، مما يعكس الضغط الهائل الذي واجهه اللاعبون. هذه المباراة لا تزال رمزاً للمثابرة والتحدي في كرة القدم.

2. واشنطن ضد بيدلنغتون (كأس إرنست أرمسترونغ 2022) – 54 ركلة ترجيح

في مارس 2022، شهدت مباراة بين فريقي واشنطن وبيدلنغتون في دوريات الهواة بشمال إشرق إنجلترا رقماً قياسياً غير رسمي، حيث بلغ عدد ركلات الترجيح 54 ركلة (27 لكل فريق). انتهت المباراة بفوز واشنطن 25-24، في مباراة حضرها 40 مشجعاً فقط، وهو عدد أقل من الركلات المسددة! على الرغم من أن هذه المباراة لم تُسجل في موسوعة غينيس بسبب طبيعتها غير الرسمية، إلا أنها تُظهر كيف يمكن لمباريات الهواة أن تحقق أرقاماً مذهلة.

3. أولمبياكوس ضد آيك أثينا (كأس اليونان 2009) – 34 ركلة ترجيح

في نهائي كأس اليونان عام 2009، التقى أولمبياكوس وآيك أثينا في مباراة انتهت بالتعادل 4-4 بعد الوقت الأصلي والإضافي. احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي امتدت إلى 34 ركلة (17 لكل فريق)، ليفوز أولمبياكوس بنتيجة 15-14. تميزت المباراة بأداء حارس مرمى أولمبياكوس، الذي تصدى لخمس ركلات، مما ساهم في حسم اللقب لفريقه. هذه المباراة تُعد واحدة من أطول ركلات الترجيح في بطولة كبرى، ولا تزال تُذكر كواحدة من أكثر النهائيات إثارة في تاريخ الكرة اليونانية.

4. مودرن فيوتشر ضد بيراميدز (كأس السوبر المصري 2023) – 34 ركلة ترجيح

دخلت مباراة نصف نهائي كأس السوبر المصري عام 2023 بين مودرن فيوتشر وبيراميدز تاريخ الكرة المصرية كأطول سلسلة ركلات ترجيح في البلاد. بعد تعادل سلبي في 90 دقيقة، لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي بلغت 34 ركلة (17 لكل فريق)، ليفوز فيوتشر بنتيجة 14-13. شارك حارسا المرمى، محمود جنش وأحمد ميهوب، في تسديد الركلات ونجحا في التسجيل، مما أضاف إلى الإثارة. هذه المباراة تُعد إنجازاً بارزاً في الكرة العربية، حيث أظهرت القدرة على التحمل تحت الضغط.

5. أولد وولفرونيانز ضد لين هيد (كأس JW Hunt 2016) – 44 ركلة ترجيح

في كأس JW Hunt، وهي بطولة للهواة في إنجلترا، شهدت مباراة أولد وولفرونيانز ولين هيد عام 2016 ثالث أطول ركلات ترجيح في تاريخ الكرة الإنجليزية، حيث بلغت 44 ركلة (22 لكل فريق). انتهت المباراة بفوز أولد وولفرونيانز بنتيجة 19-18، في سيناريو مثير أظهر مدى التحدي الذي يواجهه اللاعبون في مثل هذه اللحظات. هذه المباراة تُبرز أن ركلات الترجيح يمكن أن تكون ماراثوناً حتى في بطولات الهواة.

6. هولندا تحت 21 ضد إنجلترا تحت 21 (أمم أوروبا 2007) – 32 ركلة ترجيح

في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا للشباب تحت 21 عاماً عام 2007، التقى منتخبا هولندا وإنجلترا في مباراة انتهت بالتعادل 1-1. امتدت ركلات الترجيح إلى 32 ركلة (16 لكل منتخب)، ليفوز المنتخب الهولندي بنتيجة 13-12 بعد إهدار أنطون فرديناند للركلة الحاسمة. هذه المباراة تُظهر أن ركلات الترجيح يمكن أن تكون ماراثونية حتى على مستوى الشباب، حيث يواجه اللاعبون ضغطاً هائلاً.

7. ليفربول ضد ميدلزبره (كأس الرابطة الإنجليزية 2014) – 30 ركلة ترجيح

في الدور الثالث من كأس الرابطة الإنجليزية عام 2014، التقى ليفربول وميدلزبره في مباراة انتهت بالتعادل 2-2. امتدت ركلات الترجيح إلى 30 ركلة (15 لكل فريق)، ليفوز ليفربول بنتيجة 14-13 بفضل ركلة حاسمة من آدم لالانا. شارك جميع اللاعبين، بما في ذلك حراس المرمى، في تسديد الركلات، مما جعل المباراة واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ الكرة الإنجليزية.

8. تشيلسي ضد أكسفورد (كأس الرابطة الإنجليزية تحت 21 عاماً) – 34 ركلة ترجيح

في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية للشباب تحت 21 عاماً، شهدت مباراة بين تشيلسي وأكسفورد 34 ركلة ترجيح (17 لكل فريق). هذه المباراة تُظهر أن ركلات الترجيح يمكن أن تمتد لفترات طويلة حتى في بطولات الشباب، حيث يواجه اللاعبون الشباب تحديات نفسية مشابهة لتلك التي يواجهها المحترفون.

9. سكونثروب ضد وورستر (كأس الاتحاد الإنجليزي 2014) – 32 ركلة ترجيح

في الدور الثاني من كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2014، التقى سكونثروب وورستر في مباراة انتهت بالتعادل، ليحتكما إلى ركلات الترجيح التي بلغت 32 ركلة (16 لكل فريق). فاز سكونثروب في النهاية، في مباراة شهدت إثارة كبيرة، حيث أهدر اللاعب نفسه الذي سجل الركلة الحاسمة ركلته الأولى.

10. غانا ضد كوت ديفوار (كأس أمم أفريقيا 1992) – 24 ركلة ترجيح

في نهائي كأس أمم أفريقيا 1992، التقى منتخبا غانا وكوت ديفوار في مباراة انتهت بالتعادل السلبي. امتدت ركلات الترجيح إلى 24 ركلة (12 لكل منتخب)، ليفوز منتخب كوت ديفوار بنتيجة 11-10. هذه المباراة تُعد واحدة من أطول ركلات الترجيح في تاريخ البطولات القارية، وأسهمت في تتويج كوت ديفوار بلقبها الأول.

لماذا تمتد ركلات الترجيح إلى هذه الأطوال؟

ركلات الترجيح تُعد اختباراً للقدرة النفسية والفنية، حيث يواجه اللاعبون ضغطاً هائلاً أمام الجماهير وحراس المرمى. عندما يستمر التعادل بعد الركلات الخمس الأولى، تدخل المباراة مرحلة "الموت المفاجئ"، حيث يفوز الفريق الذي يسجل ركلة بينما يهدر الآخر. في بعض الحالات، كما في مباراة كيه كيه بالاس، اضطر اللاعبون لتسديد أكثر من ركلة، مما يزيد من التوتر. كما أن إهدار العديد من الركلات، كما حدث في مباراة ناميبيا 2005، يطيل من مدة الركلات.

تأثير ركلات الترجيح على اللاعبين والجماهير

ركلات الترجيح ليست مجرد لحظات رياضية، بل هي تجربة عاطفية تجمع بين الفرح والحزن. اللاعبون الذين يهدرون الركلات، مثل كيبا أريزابالاغا في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية 2022، قد يواجهون انتقادات حادة، بينما يصبح الأبطال الذين يسجلون ركلات حاسمة، مثل آدم لالانا، أبطالاً في نظر الجماهير. بالنسبة للجماهير، تُعد هذه اللحظات من أكثر اللحظات إثارة، حيث تتحول المباراة إلى مسرح درامي مليء بالتشويق.

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال