أبرز 10 أساطير كرة القدم الذين تركوا بصمتهم في الدوري الصيني الممتاز
الدوري الصيني الممتاز (Chinese Super League) شهد خلال العقد الماضي تحولاً كبيراً، حيث أصبح وجهة جذابة لأساطير كرة القدم العالمية بفضل العروض المالية السخية والطموح المتزايد لتطوير اللعبة في الصين .
رغم التحديات المالية والتنظيمية التي واجهها الدوري في السنوات الأخيرة، إلا أن فترة الانتعاش (2012-2020) شهدت مشاركة نجوم عالميين تركوا إرثاً لا يُنسى. في هذا المقال، نستعرض أبرز 10 أساطير كرة القدم الذين لعبوا في الدوري الصيني، مع تسليط الضوء على إسهاماتهم وتأثيرهم داخل وخارج الملعب .
1. ديدييه دروجبا : الأسطورة الإيفوارية
يُعد ديدييه دروجبا، نجم تشيلسي السابق، من أوائل الأساطير الذين وضعوا الدوري الصيني على الخريطة العالمية. انضم إلى شنغهاي شينهوا في عام 2012 بعد قيادته تشيلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا. خلال فترته القصيرة (6 أشهر)، سجل 8 أهداف في 11 مباراة، مُظهراً قوته البدنية ومهاراته التهديفية.
تأثير دروجبا امتد خارج الملعب، حيث جذب انتباه الإعلام العالمي وساهم في تعزيز شعبية الدوري. رحيله المبكر بسبب خلافات إدارية لم يقلل من أهمية إسهاماته، حيث يُعتبر رمزاً لانطلاقة الحقبة الذهبية للدوري الصيني.
2. نيكولا أنيلكا : المهاجم الفرنسي المتمرد
نيكولا أنيلكا، الذي تألق في أندية مثل أرسنال وريال مدريد وتشيلسي، انضم إلى شنغهاي شينهوا في 2012. بفضل خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية، كان يُتوقع منه أن يحدث فارقاً كبيراً. سجل 3 أهداف في 22 مباراة، وتولى دوراً تدريبياً مؤقتاً، مما يعكس شخصيته القيادية.
على الرغم من التحديات التي واجهها، مثل صعوبات التأقلم والخلافات الإدارية، إلا أن أنيلكا ساهم في تعزيز مكانة الدوري الصيني كوجهة للنجوم، ممهداً الطريق للاعبين آخرين.
3. كارلوس تيفيز : الثور الأرجنتيني
انتقال كارلوس تيفيز إلى شنغهاي شينهوا في 2016 كان حدثاً عالمياً، حيث أصبح اللاعب الأعلى أجراً في العالم براتب أسبوعي بلغ حوالي 767 ألف يورو. تيفيز، الذي اشتهر بأدائه العنيف مع يوفنتوس ومانشستر يونايتد، كان يُتوقع منه أن يقود الفريق إلى إنجازات كبيرة.
لكن تجربته لم ترقَ للتوقعات، حيث سجل 4 أهداف فقط في 16 مباراة، وواجه انتقادات بسبب مستواه وتصريحاته المثيرة للجدل. رغم ذلك، يبقى تيفيز واحدًا من أبرز الأسماء التي مرت بالدوري الصيني، وانتقاله عزز مكانة الدوري كوجهة مغرية.
4. أوسكار : الموهبة البرازيلية في ذروتها
يُعتبر البرازيلي أوسكار من أكثر الانتقالات إثارة للدهشة في تاريخ الدوري الصيني. في 2017، انتقل من تشيلسي إلى شنغهاي إيست آسيا (شنغهاي بورت حالياً) مقابل 60 مليون يورو، وهو في سن الـ25 وفي قمة تألقه. قراره هذا أثار جدلاً واسعاً، حيث اعتبره البعض تنازلاً عن المنافسة الأوروبية.
في الصين، أثبت أوسكار جدارته، حيث ساهم في فوز فريقه بلقب الدوري في 2018، وسجل عشرات الأهداف والتمريرات الحاسمة. حتى اليوم، لا يزال أوسكار يلعب في الدوري الصيني، ويُعتبر رمزاً للاستمرارية والتأقلم الناجح.
5. هالك : القوة البرازيلية المتفجرة
البرازيلي هالك، المعروف بقوته البدنية وتسديداته الصاروخية، كان من أبرز نجوم الدوري الصيني خلال فترته مع شنغهاي إيست آسيا من 2016 إلى 2020. سجل 77 هدفاً في 145 مباراة، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري في 2018.
شخصية هالك الكاريزمية وأداؤه الاحترافي جعلاه محبوباً بين الجماهير الصينية. ساهم في رفع مستوى المنافسة وألهم اللاعبين المحليين، مما يجعله من أنجح اللاعبين الأجانب في تاريخ الدوري.
6. باولينيو : العامل الدؤوب في خط الوسط
باولينيو، نجم برشلونة وتوتنهام السابق، انضم إلى غوانزو إيفرجراند في 2015، ثم عاد إليه في 2018. خلال فترتيه، أظهر مستوى استثنائياً، حيث سجل 74 هدفاً في 176 مباراة، وهو رقم مذهل للاعب وسط. قاد غوانزو للفوز بلقب الدوري الصيني ودوري أبطال آسيا في 2015.
تجربة باولينيو تُظهر أن الدوري الصيني لم يكن مجرد وجهة للاعبين في نهاية مسيرتهم، بل منصة للاعبين قادرين على العودة للمنافسة الأوروبية، كما فعل عندما عاد إلى برشلونة في 2017.
7. أكسل فيتسيل : الأناقة البلجيكية
النجم البلجيكي أكسل فيتسيل، المعروف بأناقته في خط الوسط، انضم إلى تيانجين تشوانجيان في 2017. بفضل خبرته مع زينيت سان بطرسبرغ وبوروسيا دورتموند، قدم أداءً مميزاً في الدوري الصيني، حيث لعب 36 مباراة وسجل 5 أهداف.
على الرغم من أن فترته في الصين لم تدم طويلاً، إلا أن فيتسيل ساهم في تعزيز الجانب التكتيكي لفريقه. عودته لاحقاً إلى دورتموند أثبتت أن اللعب في الصين لم يكن نهاية مسيرته، بل محطة مؤقتة.
8. يانيك كاراسكو : الجناح البلجيكي المتألق
يانيك كاراسكو، نجم أتلتيكو مدريد السابق، انضم إلى داليان ييبانغ في 2018. بفضل سرعته ومهاراته على الأجنحة، أصبح من أبرز اللاعبين في الدوري الصيني، حيث سجل 24 هدفاً في 52 مباراة. أداؤه المميز ساعد في جذب انتباه الجماهير العالمية.
عاد كاراسكو إلى أتلتيكو مدريد في 2020، مما يُظهر أن الدوري الصيني كان منصة للحفاظ على لياقته وتطوير مهاراته. تجربته تُعد من الأمثلة الناجحة للاعبين الذين استغلوا الدوري الصيني كمحطة مؤقتة.
9. إيزيكييل لافيتزي : الساحر الأرجنتيني
الأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي، الذي تألق مع نابولي وباريس سان جيرمان، انضم إلى خبي تشاينا فورتشن في 2016. بفضل أسلوبه الساحر ومهاراته في المراوغة، قدم أداءً ممتعاً، حيث سجل 20 هدفاً في 55 مباراة.
لافيتزي كان محبوباً بين الجماهير بسبب تفانيه وروحه الرياضية. على الرغم من إصاباته المتكررة، إلا أن فترته في الصين عززت من مكانة الدوري كوجهة للاعبين ذوي المهارات العالية.
10. راميريس : الديناميكية البرازيلية
راميريس، بطل دوري أبطال أوروبا 2012 مع تشيلسي، انضم إلى جيانغسو سونينغ في 2016. بفضل طاقته العالية وقدرته على اللعب في عدة مراكز، قدم أداءً مميزاً، حيث سجل 17 هدفاً في 71 مباراة. ساهم في فوز فريقه بلقب الدوري الصيني في 2020.
تجربة راميريس تُظهر كيف استطاع لاعب في ذروة مسيرته أن يتأقلم مع بيئة جديدة ويترك بصمة قوية، مما يعكس جاذبية الدوري الصيني في تلك الفترة.
تأثير هؤلاء الأساطير على الدوري الصيني
إسهامات هؤلاء النجوم لم تقتصر على الأهداف والتمريرات الحاسمة، بل شملت :
تعزيز المنافسة : وجود لاعبين من هذا الطراز دفع الأندية الصينية لتحسين بنيتها التحتية وبرامجها التدريبية.
الجذب الإعلامي والتسويقي : ساهم هؤلاء النجوم في زيادة شعبية الدوري عالميًا، مما جذب رعاة واستثمارات.
تطوير اللاعبين المحليين : اللعب إلى جانب أساطير مثل دروجبا وباولينيو ساعد اللاعبين الصينيين على اكتساب خبرات جديدة، وإن كان تأثير ذلك على المنتخب الوطني محدوداً.
التحديات التي واجهت هؤلاء النجوم
لم تكن التجربة الصينية خالية من العقبات :
التأقلم الثقافي : واجه العديد من اللاعبين صعوبات في التكيف مع الثقافة الصينية، اللغة، وأسلوب الحياة.
القيود المالية : في عام 2020، فرض الاتحاد الصيني لكرة القدم سقفاً للرواتب وقيوداً على الإنفاق، مما أدى إلى تراجع تدفق النجوم.
الضغوط الإعلامية : واجه لاعبون مثل تيفيز انتقادات بسبب مستواهم أو تصريحاتهم، مما أثر على تجربتهم.
الدوري الصيني الممتاز، خلال فترة الانتعاش في العقد الماضي، كان منصة استثنائية لأساطير كرة القدم لإظهار مواهبهم وترك إرث دائم. من دروجبا وتيفيز إلى أوسكار وهالك، قدم هؤلاء النجوم لحظات لا تُنسى لعشاق الكرة الصينية. رغم التحديات الحالية التي يواجهها الدوري، إلا أن أسماء هؤلاء العشرة ستظل رمزاً لفترة ذهبية أعادت تشكيل صورة كرة القدم في الصين. سواء كانت تجاربهم ناجحة بالكامل أو مثيرة للجدل، فإن تأثيرهم يُعد دليلاً على قدرة كرة القدم على توحيد الثقافات وخلق ذكريات خالدة.