أكبر 10 لاعبين سناً في تاريخ كرة القدم : أساطير تحدت الزمن

تُعد كرة القدم رياضة تعتمد على اللياقة البدنية العالية، السرعة، والمهارة، مما يجعل استمرار اللاعبين في اللعب حتى سن متقدمة أمرًا استثنائيًا. ومع ذلك، هناك لاعبون استطاعوا تحدي الزمن، مواصلين اللعب في المستويات الاحترافية حتى سنوات متأخرة من حياتهم .

 في هذا المقال، نستعرض أكبر 10 لاعبين سناً في تاريخ كرة القدم، مع التركيز على إنجازاتهم، مسيرتهم، وكيف تمكنوا من البقاء في الملاعب رغم تقدم العمر .

1. روبرت كارمونا (62 عامًا)

يُعد الأوروغوياني روبرت كارمونا اللاعب الأكبر سناً في تاريخ كرة القدم، حيث وصل إلى سن 62 عامًا وما زال يلعب في دوري الدرجة الرابعة في الأوروغواي مع نادي أتلتيكو نويفو. كارمونا، الذي بدأ مسيرته في الثمانينيات، حطم الرقم القياسي في موسوعة جينيس كأكبر لاعب محترف. يُعزى استمراره إلى انضباطه الصارم في التدريب اليومي، حيث يمارس التمارين لمدة ساعتين يوميًا دون انقطاع. يرى كارمونا أن شغفه باللعبة وروح التحدي هما سر استمراره، وهو يشبّه نفسه بكريستيانو رونالدو في الاحترافية والالتزام.

2. كازويوشي ميورا (57 عامًا)

الياباني كازويوشي ميورا، المعروف بلقب "الملك كازو"، هو أحد أشهر اللاعبين الذين تحدوا الزمن. بدأ ميورا مسيرته الاحترافية في البرازيل عام 1986، وما زال يلعب حتى اليوم في نادي أوليفيرينسي البرتغالي. في سن الـ57، يُظهر ميورا التزامًا لا يُضاهى، حيث يُركز على اللياقة البدنية والتغذية السليمة. على الرغم من أن دوره في المباريات أصبح محدودًا، إلا أن حضوره يُلهم الأجيال الجديدة. يُعتبر ميورا رمزًا للاستمرارية والشغف في كرة القدم.

3. عصام الحضري (45 عامًا)

يُعد الحارس المصري عصام الحضري أسطورة في كرة القدم الأفريقية، حيث يحمل الرقم القياسي كأكبر لاعب شارك في تاريخ كأس العالم. في مونديال 2018، لعب الحضري مع منتخب مصر وهو في سن الـ45 عامًا و161 يومًا، محققًا إنجازًا تاريخيًا. الحضري، الذي اشتهر ببراعته في حراسة المرمى، استمر في اللعب في الدوري المصري حتى أواخر الأربعينيات من عمره، معتمدًا على خبرته الطويلة وانضباطه العالي.

4. كاميلو موندراغون (43 عامًا)

الحارس الكولومبي كاميلو موندراغون هو ثاني أكبر لاعب شارك في كأس العالم، حيث لعب في مونديال 2014 وهو في سن الـ43 عامًا. موندراغون، الذي كان حارسًا احتياطيًا لمنتخب كولومبيا، دخل كبديل في مباراة ضد اليابان، محققًا رقمًا قياسيًا آنذاك. مسيرته الطويلة، التي شملت اللعب في أوروبا وأمريكا الجنوبية، تعكس قدرته على الحفاظ على لياقته وتركيزه حتى سن متقدمة.

5. روجيه ميلا (42 عامًا)

الأسطورة الكاميرونية روجيه ميلا يُعد رمزًا لكرة القدم الأفريقية، حيث كان أكبر لاعب سناً يشارك في كأس العالم لمدة 20 عامًا (1994-2014). في مونديال 1994، لعب ميلا وهو في سن الـ42، وسجل هدفًا تاريخيًا ضد روسيا، مما جعله أكبر لاعب يسجل في المونديال. شغفه باللعبة وقدرته على التأقلم مع الضغوط جعلته أيقونة تحدي العمر.

6. جون بوريدج (41 عامًا)

الحارس الإنجليزي جون بوريدج هو واحد من أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. استمر بوريدج في اللعب حتى سن الـ41، حيث كان يدافع عن مرمى مانشستر سيتي في التسعينيات. اشتهر بوريدج بثباته وردود أفعاله السريعة، مما ساعده على البقاء في مستوى تنافسي عالٍ رغم تقدمه في العمر.

7. لوكا مودريتش (40 عامًا)

النجم الكرواتي لوكا مودريتش، أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ، لا يزال يلعب مع ريال مدريد ومنتخب كرواتيا في سن الـ40. مودريتش، الفائز بالكرة الذهبية عام 2018، يُظهر أن العمر مجرد رقم من خلال أدائه المميز وذكائه الكروي. يُتوقع أن يصبح مودريتش أكبر لاعب سناً في تاريخ ريال مدريد، معتمدًا على لياقته البدنية العالية وانضباطه المهني.

8. بات ينجيز (41 عامًا)

اللاعب الأيرلندي الشمالي بات ينجيز شارك في كأس العالم 1982 وهو في سن الـ41، مما جعله واحدًا من أكبر اللاعبين سناً في تاريخ المونديال. كان ينجيز لاعبًا متعدد الاستخدامات، حيث لعب في مراكز مختلفة، واستمر في اللعب حتى أواخر الثمانينيات بفضل لياقته وروحه التنافسية.

9. ستانلي ماثيوز (50 عامًا)

الإنجليزي ستانلي ماثيوز، المعروف بلقب "ساحر الكرة"، هو أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. استمر ماثيوز في اللعب حتى سن الـ50، حيث لعب آخر مباراة رسمية له مع نادي ستوك سيتي عام 1965. كان ماثيوز رمزًا للمهارة والأناقة، وقدرته على اللعب في سن متقدمة جعلته أسطورة خالدة.

10. بيتر شيلتون (47 عامًا)

الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون، أحد أعظم حراس المرمى في التاريخ، واصل اللعب حتى سن الـ47. شارك شيلتون في أكثر من 1000 مباراة رسمية، وكان آخر ظهور له مع نادي ليتون أورينت عام 1997. يُعزى استمراره إلى خبرته الطويلة وتركيزه على الحفاظ على لياقته البدنية.

كيف تحدى هؤلاء اللاعبون الزمن ؟

هناك عدة عوامل مشتركة بين هؤلاء اللاعبين ساعدتهم على البقاء في الملاعب لسنوات طويلة :

الانضباط المهني : التزامهم بالتدريب اليومي والتغذية السليمة لعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على لياقتهم.

الشغف باللعبة : حب كرة القدم دفع هؤلاء اللاعبين للاستمرار رغم التحديات.

الخبرة والذكاء الكروي : مع تقدم العمر، اعتمد الكثيرون على خبرتهم لتعويض أي نقص في السرعة أو القوة البدنية.

الدور المناسب : العديد من هؤلاء اللاعبين، خاصة حراس المرمى، استفادوا من طبيعة مراكزهم التي تتطلب خبرة أكثر من مجهود بدني مكثف.

العمر مجرد رقم لأساطير كرة القدم

إن قصص هؤلاء اللاعبين تُظهر أن العمر ليس عائقًا أمام الشغف والإرادة. من روبرت كارمونا الذي حطم الأرقام القياسية في سن الـ62، إلى أساطير مثل روجيه ميلا وعصام الحضري الذين أبهروا العالم في كأس العالم، يُثبت هؤلاء اللاعبون أن كرة القدم هي لعبة الروح والإصرار. هذه القائمة ليست مجرد سرد لأسماء، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على تحدي القيود وترك بصمة خالدة في تاريخ الرياضة .