خافيير زانيتي: أسطورة الكرة الأرجنتينية ورمز الوفاء لإنتر ميلان

 خافيير زانيتي: أسطورة الكرة الأرجنتينية ورمز الوفاء لإنتر ميلان


يُعد خافيير زانيتي واحدًا من أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، ليس فقط بفضل مهاراته الفنية وتعدد استخداماته في الملعب، بل أيضًا بسبب شخصيته القيادية ووفائه اللافت لنادٍ واحد، إنتر ميلان . 


من شوارع بوينس آيرس المتواضعة إلى منصات التتويج الأوروبية، حفر زانيتي اسمه بحروف من ذهب في سجلات اللعبة. في هذا المقال، نستعرض مسيرة هذا الأسطورة، بداية من ميلاده وصولاً إلى إنجازاته الفردية وأرقامه القياسية.

الميلاد وبداية المسيرة

وُلد خافيير أديلمار زانيتي في 10 أغسطس 1973 في حي دوك سود بمدينة بوينس آيرس، الأرجنتين. نشأ في أسرة متواضعة، حيث كان والده عامل بناء، واضطر زانيتي في سن مبكرة للعمل لدعم أسرته، بما في ذلك حمل الطوب في مواقع البناء. لكن شغفه بكرة القدم لم يتوقف، وبدأ اللعب في الشوارع قبل أن ينضم إلى فريق شبابي محلي.

في عام 1991، بدأ زانيتي مسيرته الاحترافية مع نادي تاليريس في الدرجة الثانية الأرجنتينية. رغم صغر سنه، أظهر موهبة لافتة كظهير أيمن سريع وقوي دفاعيًا. بعد موسم واحد، انتقل إلى نادي بانفيلد في الدوري الأرجنتيني الممتاز عام 1993، حيث لفت أنظار الأندية الأوروبية بفضل أدائه المتميز وقدرته على اللعب في مراكز متعددة، سواء كظهير أو لاعب وسط.

مسيرته مع الأندية

في صيف 1995، وقّع زانيتي مع نادي إنتر ميلان الإيطالي، وهنا بدأت القصة الأسطورية. قضى زانيتي 19 عامًا مع النيراتزوري (1995-2014)، وهي الفترة التي شهدت تحوله من لاعب شاب واعد إلى رمز للنادي وقائده الأيقوني. خلال هذه الفترة، أصبح زانيتي اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ إنتر ميلان برصيد 858 مباراة رسمية، وهو رقم قياسي يعكس لياقته البدنية العالية واستمراريته.

عُرف زانيتي بلقب "إل تراكتور" (الجرار) بسبب قوته البدنية وقدرته على قطع الكرة والانطلاق بالهجمات من الجهة اليمنى. لم يكن مجرد مدافع، بل كان لاعبًا متعدد المهام، يجمع بين الصلابة الدفاعية والمساهمة الهجومية. في موسم 1997-1998، سجل هدفًا حاسمًا في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد لاتسيو، مما ساعد إنتر على الفوز باللقب.

تحت قيادته كقائد للفريق منذ عام 1999، قاد زانيتي إنتر ميلان إلى حقبة ذهبية، خاصة في موسم 2009-2010 تحت إدارة المدرب جوزيه مورينيو. في ذلك الموسم، حقق إنتر "الثلاثية التاريخية" (دوري أبطال أوروبا، الدوري الإيطالي، كأس إيطاليا)، وكان زانيتي العمود الفقري للفريق بفضل تجربته وقيادته.

مسيرته مع منتخب الأرجنتين

على المستوى الدولي، مثل زانيتي منتخب الأرجنتين بين عامي 1994 و2011، حيث شارك في 143 مباراة دولية، وهو رقم قياسي يجعله من بين الأكثر تمثيلًا للتانغو. سجل خلالها 5 أهداف، وكان قائدًا للمنتخب في عدة مناسبات. شارك في كأس العالم 1998 و2002، بالإضافة إلى بطولات كوبا أمريكا في 1995، 1999، و2007.

على الرغم من تألقه مع إنتر، لم يحقق زانيتي ألقابًا كبرى مع الأرجنتين، وهو ما يُعتبر النقطة الوحيدة التي قد تُنقص من مسيرته الدولية. غيابه عن تشكيلة كأس العالم 2010 أثار جدلًا واسعًا في الأرجنتين، حيث اعتبره الكثيرون أحد أفضل اللاعبين في مركزه آنذاك.


أبرز الأرقام القياسية في تاريخه

خلال مسيرته، حقق زانيتي العديد من الأرقام القياسية التي تؤكد مكانته كأسطورة :

الأكثر مشاركة مع إنتر ميلان : 858 مباراة رسمية، رقم لم يتجاوزه أي لاعب آخر في تاريخ النادي.

ثاني أكثر لاعب مشاركة في الدوري الإيطالي : برصيد 615 مباراة، خلف الأسطورة باولو مالديني فقط.

الأكثر مشاركة مع منتخب الأرجنتين : 143 مباراة دولية، وهو رقم قياسي ظل صامدًا حتى تجاوزه ليونيل ميسي وآخرون لاحقًا.

أكثر لاعب أجنبي مشاركة في الدوري الإيطالي : حيث تفوق على جميع اللاعبين غير الإيطاليين في عدد المباريات.

الاستمرارية : لعب 19 موسمًا متتاليًا مع إنتر دون إصابات كبيرة، وهو إنجاز نادر في كرة القدم الحديثة.

البطولات مع الأندية

حقق زانيتي مع إنتر ميلان مجموعة مذهلة من الألقاب، جعلته أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ النادي:

دوري أبطال أوروبا : 1 مرة (2010).

كأس العالم للأندية : 1 مرة (2010).

الدوري الإيطالي (سيريا آ) : 5 مرات (2006، 2007، 2008، 2009، 2010).

كأس إيطاليا : 4 مرات (2005، 2006، 2010، 2011).

كأس السوبر الإيطالي : 4 مرات (2005، 2006، 2008، 2010).

كأس الاتحاد الأوروبي : 1 مرة (1998).

إجمالاً، حصد زانيتي 16 لقبًا مع إنتر ميلان، مما يعكس دوره الحاسم في نجاحات الفريق على مدار عقدين.

الإنجازات الفردية

لم تقتصر إنجازات زانيتي على الألقاب الجماعية، بل حصل على العديد من التكريمات الفردية التي تؤكد مكانته كأحد أفضل المدافعين في العالم :

القدم الذهبية : حصل عليها عام 2010، وهي جائزة تُمنح للاعبين المميزين فوق سن الـ35.

تشكيلة العالم : اختير ضمن التشكيلة المثالية للعالم 3 مرات.

تشكيلة أوروبا : ضمته التشكيلة المثالية للاتحاد الأوروبي 5 مرات.

جائزة جايتانو شيريا : حصل عليها عام 2010 تكريمًا لروحه الرياضية ومسيرته المميزة.

المركز السابع في جائزة الكرة الذهبية : عام 2005، وهو إنجاز كبير لمدافع.

المركز الخامس في جائزة أفضل لاعب في العالم : عام 2005، حيث تفوق على العديد من نجوم الهجوم.

خافيير زانيتي قصة نجاح

خافيير زانيتي ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو رمز للإخلاص والتفاني. قضى عقدين من الزمن وهو يدافع عن ألوان نادٍ واحد، إنتر ميلان، وحقق معه ألقابًا تاريخية، بينما يجعله أحد أعظم قادة النادي على الإطلاق. رغم غياب الألقاب مع المنتخب الأرجنتيني، إلا أن تألقّهُ في الملاعب الأوروبية وأرقامه القياسية جعلته أسطورة حية. خارج الملعب، يواصل زانيتي إلهام الأجيال من خلال مؤسستة الخيرية "بوبتين"، التي تدعم الأطفال المحتاجين في الأرجنتين.

إن قصة زانيتي هي قصة كفاح ونجاح، تجمع بين الموهبة، العمل الجاد، والتواضع. سواء كنت من عشاق إنتر ميلان أو محبي كرة القدم بشكل عام، فإن اسم خافيير زانيتي سيظل خالدًا كرمز للعظمة والوفاء.

إرسال تعليق

رأيك يهمنا عزيزى القارئ

أحدث أقدم

نموذج الاتصال