لقد أثبتت السويد، رغم صغر حجمها السكاني، أنها قادرة على إنتاج لاعبين استثنائيين ينافسون في أعلى المستويات. من غونار نوردال إلى زلاتان إبراهيموفيتش، وصولًا إلى المواهب الجديدة مثل إيزاك وكولوسيفسكي، يستمر إرث الكرة السويدية في التألق. هؤلاء العمالقة لم يرفعوا اسم السويد فحسب، بل ألهموا أجيالًا جديدة من اللاعبين لتحقيق النجاح على الساحة العالمية.

منذ تأسيس الاتحاد السويدي لكرة القدم عام 1904، قدمت السويد لاعبين مميزين ساهموا في رفع اسم بلادهم في البطولات العالمية والأوروبية. وفي هذا المقال، نستعرض أفضل 10 لاعبين في تاريخ الكرة السويدية، مع التركيز على إنجازاتهم وتأثيرهم الفريد.

يتربع زلاتان إبراهيموفيتش على عرش الكرة السويدية بلا منازع. الهداف التاريخي للمنتخب السويدي برصيد 62 هدفًا في 122 مباراة دولية (2001-2023)، يُعدّ زلاتان رمزًا للقوة، المهارة، والثقة. لعب في أندية عملاقة مثل برشلونة، باريس سان جيرمان، ومانشستر يونايتد، وحصد 12 جائزة كرة ذهبية سويدية، منها 10 متتالية (2007-2016). تألقه في بطولات أوروبا 2004 و2012، وأهدافه المذهلة، مثل تسديدته البهلوانية ضد إنجلترا عام 2012، جعلته أسطورة عالمية.

يُعتبر غونار نوردال أحد أعظم الهدافين في تاريخ السويد. سجل 43 هدفًا في 33 مباراة دولية خلال الأربعينيات، وساهم في فوز السويد بالميدالية الذهبية الأولمبية عام 1948. في ميلان الإيطالي، أصبح الهداف التاريخي للنادي برصيد 221 هدفًا، وحصل على لقب هداف الدوري الإيطالي 5 مرات. قيود الاحتراف في تلك الفترة حدّت من مشاركاته الدولية، لكنه يبقى رمزًا للكفاءة الهجومية.

أحد أعمدة "ثلاثي غرينوردال" الشهير، شارك ليدهولم في قيادة السويد لنهائي كأس العالم 1958، وسجل هدفًا في المباراة النهائية ضد البرازيل. لعب 23 مباراة دولية وسجل 12 هدفًا، وبرز كلاعب وسط مبدع في ميلان، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا. كما ترك بصمة كمدرب ناجح مع أندية روما وميلان.

"هنكي" لارسون، المهاجم الأسطوري، اشتهر بسرعته ودقته أمام المرمى. سجل 37 هدفًا في 106 مباريات دولية، وقاد السويد لدور نصف نهائي كأس العالم 1994، حيث حصل على الميدالية البرونزية. تألق مع سلتيك وبرشلونة، وحصد دوري أبطال أوروبا 2006. كان لارسون رمزًا للتواضع والإبداع، ويُعدّ أحد أفضل الهدافين في جيله.

جناح أرسنال المتألق، فريدريك يونغبيرغ، لعب 75 مباراة دولية وسجل 14 هدفًا. كان عنصرًا أساسيًا في تشكيلة السويد خلال كأس العالم 2002 و2006، وأوروبا 2004. مع أرسنال، فاز بالدوري الإنجليزي مرتين، واشتهر بسرعته وتسديداته القوية. يُعدّ يونغبيرغ رمزًا للجيل الذهبي للسويد في الألفية الجديدة.

مهاجم آخر تألق في التسعينيات، سجل مارتن داهلين 29 هدفًا في 60 مباراة دولية. كان نجمًا في كأس العالم 1994، حيث سجل 4 أهداف وساهم في حصول السويد على المركز الثالث. لعب في أندية مثل بوروسيا مونشنغلادباخ، واشتهر بقدرته على استغلال الفرص أمام المرمى.

توماس برولين، المهاجم الموهوب، كان أحد نجوم كأس العالم 1994. سجل 27 هدفًا في 47 مباراة دولية، واشتهر بأسلوبه المرح ومهاراته الفردية. رغم إصاباته المبكرة التي أثرت على مسيرته، إلا أن تأثيره مع السويد وبارما الإيطالي لا يُنسى.

أحد أعضاء "ثلاثي غرينوردال"، سجل غونار غرين 32 هدفًا في 57 مباراة دولية. كان أكبر لاعب يسجل في نهائي كأس العالم (1958) عن عمر 37 عامًا و11 شهرًا. لعب مع ميلان، واشتهر بدقته في التسديد وقوته البدنية.

يُعدّ ألكسندر إيزاك، النجم الصاعد، أصغر لاعب يسجل هدفًا للسويد عن عمر 17 عامًا و3 أشهر في 2017. سجل حتى الآن 13 هدفًا في 48 مباراة دولية، ويُعتبر أحد أفضل المواهب الحالية في أوروبا. تألقه مع نيوكاسل يونايتد يجعله مرشحًا لقيادة جيل جديد من اللاعبين السويديين.

نجم توتنهام الحالي، ديان كولوسيفسكي، يُعدّ من أبرز المواهب الشابة. فاز بجائزة الكرة الذهبية السويدية في 2022 و2023، وسجل 9 أهداف في 41 مباراة دولية. يتميز بقدمه اليسرى القوية ومهاراته في الاحتفاظ بالكرة، مما يجعله ركيزة أساسية للمنتخب السويدي.