الدوري الإنجليزي الممتاز ليس مجرد منافسة رياضية، بل مسرح للإبداع والتنوع، وقد كان اللاعبون الأفارقة جزءًا لا يتجزأ من هذا المشهد. من خلال مواهبهم الاستثنائية وإرادتهم القوية، ترك هؤلاء النجوم الـ10 بصمة خالدة في تاريخ البريميرليغ. سواء كنت مشجعًا لليفربول، تشيلسي، أو أي فريق آخر، فإن إرث هؤلاء الأساطير سيظل يُلهم عشاق كرة القدم لسنوات قادمة.

 في هذا المقال، نستعرض أفضل 10 نجوم أفارقة أضاؤوا سماء الدوري الإنجليزي الممتاز، مع تسليط الضوء على إسهاماتهم الفريدة وتأثيرهم على أنديتهم وجماهيرهم.

لا يمكن الحديث عن أساطير أفريقيا في الدوري الإنجليزي دون البدء بمحمد صلاح، النجم المصري الذي أعاد تعريف كلمة "الهداف". انضم صلاح إلى ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما، ومنذ ذلك الحين، أصبح رمزًا للإبداع والثبات. حطم صلاح الأرقام القياسية بتسجيله 32 هدفًا في موسم 2017-2018، وهو رقم قياسي لموسم واحد في الدوري الإنجليزي (38 مباراة). قاد ليفربول إلى لقب الدوري الإنجليزي في 2020 بعد غياب 30 عامًا، بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا في 2019. يتميز صلاح بسرعته، مهارته في المراوغة، وقدرته على التسجيل من زوايا مستحيلة، مما جعله واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم.

ديدييه دروغبا هو رمز الدوري الإنجليزي، وأحد أعظم المهاجمين في تاريخه. انضم إلى تشيلسي في 2004، وسرعان ما أصبح قائد هجوم الفريق. سجل دروغبا 104 أهداف في البريميرليغ، وكان له دور حاسم في تتويج تشيلسي بلقب الدوري أربع مرات. لم يكن دروغبا مجرد هداف، بل كان لاعبًا يصنع الفارق في اللحظات الحاسمة، كما في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012. يُذكر دروغبا بشخصيته القوية داخل وخارج الملعب، وتأثيره الإيجابي على صورة القارة الأفريقية.

يايا توريه هو أحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي . انضم إلى مانشستر سيتي في 2010، وساهم بشكل كبير في تحويل الفريق إلى قوة مهيمنة. بقوته البدنية، رؤيته الثاقبة، وتسديداته الصاروخية، سجل توريه 62 هدفًا في الدوري، وهو رقم استثنائي للاعب وسط. كان موسم 2013-2014 ذروة تألقه، حيث قاد السيتي للقب الدوري بأهدافه الحاسمة. يُعد توريه نموذجًا للاعب الوسط الكامل، يجمع بين القوة والمهارة والذكاء.

ساديو ماني، نجم ليفربول السابق، كان جزءًا لا يتجزأ من ثورة يورغن كلوب في النادي. منذ انضمامه إلى ليفربول في 2016، أظهر ماني مزيجًا مذهلاً من السرعة، المهارة، والتفاني. سجل 74 هدفًا في الدوري الإنجليزي، وساهم في فوز ليفربول بالدوري ودوري الأبطال. كان ماني يُعرف بأخلاقياته العالية في العمل، حيث كان يضغط على الخصوم بلا كلل، مما جعله محبوبًا لدى الجماهير.

رياض محرز هو أحد أجمل القصص في الدوري الإنجليزي. قاد ليستر سيتي إلى لقب الدوري التاريخي في 2016، حيث كان نجم الفريق بمهاراته الاستثنائية وأهدافه الحاسمة. محرز، الذي انضم لاحقًا إلى مانشستر سيتي، سجل 50 هدفًا في البريميرليغ، ويُعرف بمراوغاته الساحرة وتسديداته الدقيقة. يُعد محرز رمزًا للنجاح الأفريقي في أوروبا، حيث أثبت أن الموهبة يمكن أن تأتي من أي مكان.

جاي جاي أوكوتشا، أحد أكثر اللاعبين متعة في تاريخ الدوري الإنجليزي، لعب مع بولتون واندررز بين 2002 و2006. على الرغم من أن إحصائياته لم تكن ضخمة (18 هدفًا)، إلا أن تأثيره كان أكبر بكثير من الأرقام. كان أوكوتشا يمتلك مهارات خارقة في المراوغة والتمرير، مما جعله محبوب الجماهير. ساعد بولتون على البقاء في الدوري وتحقيق مراكز متقدمة، ويبقى اسمه مرادفًا للإبداع.

إيمانويل أديبايور، المهاجم التوغولي، كان قوة لا تُردع في الدوري الإنجليزي. لعب مع أرسنال، مانشستر سيتي، وتوتنهام، وسجل 97 هدفًا في البريميرليغ. كان أديبايور يجمع بين القوة البدنية، السرعة، واللمسة النهائية الرائعة. رغم الجدل الذي رافق مسيرته أحيانًا، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على الأندية التي لعب لها.

نوانكو كانو، أسطورة أرسنال، يُعد واحدًا من أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ النادي. انضم إلى أرسنال في 1999، وساهم في فوزه بلقب الدوري مرتين، بما في ذلك موسم "اللا هزيمة" 2003-2004. سجل كانو 54 هدفًا في الدوري، وكان يُعرف بأسلوبه الأنيق وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة. كما كان قائدًا ملهمًا خارج الملعب، حيث أسس مؤسسة خيرية لدعم الأطفال في أفريقيا.

ياكوبو أيغبيني، المهاجم النيجيري، كان واحدًا من أكثر الهدافين الأفارقة إنتاجية في الدوري الإنجليزي. سجل 95 هدفًا مع أندية مثل بورتسموث، ميدلسبره، وإيفرتون. كان ياكوبو يتمتع بحضور بدني قوي وغريزة تهديفية حادة، مما جعله خصمًا مخيفًا للمدافعين. رغم أن مسيرته لم تحظَ بنفس الشهرة الإعلامية مثل صلاح أو دروغبا، إلا أن إسهاماته كانت لا تُنسى.

بريان مبيومو، نجم برينتفورد، هو ممثل الجيل الجديد من اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي. على الرغم من أن مسيرته لا تزال في بداياتها، إلا أن مبيومو أظهر إمكانيات هائلة بسرعته ومهاراته الهجومية. يُعد مبيومو مثالًا على اللاعبين الشباب الذين يواصلون إرث أفريقيا في البريميرليغ، ويتوقع له مستقبل باهر.

لم يقتصر تأثير هؤلاء النجوم على تسجيل الأهداف أو صناعة اللعب، بل امتد إلى تغيير الصورة النمطية عن اللاعبين الأفارقة. لقد أثبتوا أن الموهبة الأفريقية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات، وألهموا أجيالًا جديدة من اللاعبين. من دروغبا الذي أصبح رمزًا للقوة والقيادة، إلى صلاح الذي أعاد كتابة الأرقام القياسية، يظل الدوري الإنجليزي مدينًا لهؤلاء الأساطير.