حظ عاثر وموهبة خالدة : خمسة نجوم طاردتهم النحس في كرة القدم
هناك العديد من اللاعبين الكبار على مر التاريخ يتمتعون بالمهاره والموهبه الرائعه فى عالم كرة القدم وبالطبع لا يبخلون بمجهودهم من اجل الحصول على البطولات ولكن لم يحافهم الحظ فى ذلك والتاريخ لا يعترف سوى بالبطولات .
كرة القدم لعبة المهارة والشغف، لكنها أحيانًا تكون قاسية حتى على أعظم المواهب. هناك لاعبون قدموا كل شيء على أرض الملعب، لكنهم واجهوا سلسلة من الإصابات، القرارات التحكيمية الظالمة، أو سوء الحظ الذي حال دون تحقيق كامل إمكاناتهم. في هذا المقال، نستعرض خمسة من أشهر اللاعبين الذين طاردهم الحظ العاثر، لكنهم تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الساحرة المستديرة.
1. ماركو فان باستن - الأسطورة التي أوقفها الجسد
المنحوس بماذا؟ الإصابات المزمنة.
القصة:
يُعد ماركو فان باستن واحدًا من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم، حامل الكرة الذهبية ثلاث مرات. قاد ميلان وهولندا إلى ألقاب عظيمة، بما في ذلك بطولة أمم أوروبا 1988، حيث سجل هدفًا أسطوريًا ضد الاتحاد السوفيتي. لكن إصابات الكاحل المتكررة بدأت تطارده في منتصف العشرينيات من عمره. في سن 28 عامًا فقط، اضطر فان باستن للاعتزال بعد معاناة طويلة مع الإصابات، مما حرم العالم من رؤية ذروة موهبته.
لماذا منحوس؟
لو استمر فان باستن لسنوات أطول، لكان من الممكن أن ينافس أساطير مثل بيليه ومارادونا في عدد الألقاب والإنجازات. لكنه ترك الملاعب مبكرًا، تاركًا المشجعين يتساءلون "ماذا لو؟".
2. جورج بست - العبقري الذي ضل طريقه
المنحوس بماذا؟ المشاكل الشخصية وسوء الحظ خارج الملعب.
القصة:
جورج بست، نجم مانشستر يونايتد، كان يُلقب بـ"بيتلز كرة القدم" لشعبيته الهائلة وموهبته الفذة. قاد يونايتد للفوز بدوري أبطال أوروبا 1968 وسجل أهدافًا لا تُنسى. لكن حياته الشخصية، التي شابتها الإدمان والمشاكل القانونية، أثرت على مسيرته. اعتزل فعليًا في سن 27، ولم يشارك مع منتخب إيرلندا الشمالية في بطولة كبرى بسبب ضعف الفريق، مما جعل موهبته محصورة في فترة قصيرة.
لماذا منحوس؟
بست كان يملك كل شيء ليصبح أسطورة عالمية، لكن سوء الحظ في اختياراته الشخصية وقلة الفرص مع منتخب بلاده جعلت مسيرته أقل مما كان يستحق.
3. رونالدو - الظاهرة التي عانت الإصابات
المنحوس بماذا؟ إصابات الركبة المدمرة.
القصة:
رونالدو البرازيلي، الملقب بـ"الظاهرة"، كان قوة لا تُضاهى في التسعينيات. قاد برشلونة وإنتر ميلان إلى إنجازات كبيرة، وفاز بكأس العالم 2002 كأفضل هداف. لكن إصابات الركبة المتكررة، خاصة في 1999 و2000، أوقفت مسيرته في ذروتها. عاد رونالدو بعد كل إصابة، لكنه لم يصل أبدًا إلى مستواه الأسطوري في 1996-1998.
لماذا منحوس؟
إصاباته جاءت في لحظات حاسمة، مثل نهائي كأس العالم 1998، حيث لعب متأثرًا بأزمة صحية غامضة. لو تجنب النحس، لكان من الممكن أن يتجاوز إنجازات أي لاعب آخر في عصره.
4. غابريال باتيستوتا - الهداف الذي لم يحتفل بالألقاب
المنحوس بماذا؟ قلة الألقاب رغم الموهبة.
القصة:
يُعد غابرييل باتيستوتا، الملقب بـ"باتيغول"، أحد أفضل المهاجمين في التسعينيات. سجل أهدافًا مذهلة مع فيورنتينا والأرجنتين، وكان رمزًا للوفاء ببقائه مع فيورنتينا رغم عروض الأندية الكبرى. لكنه لم يفز إلا بلقب الدوري الإيطالي الوحيد مع روما في 2001. مع الأرجنتين، واجه سوء حظ في بطولات مثل كوبا أمريكا وكأس العالم، حيث خرج الفريق مبكرًا مرات عديدة.
لماذا منحوس؟
باتيستوتا كان يستحق ألقابًا أكثر، لكن اختياره اللعب لأندية أقل تنافسية وسوء حظ الأرجنتين في البطولات الكبرى جعل إرثه يعتمد على أهدافه أكثر من كؤوسه.
5. أنخيل دي ماريا - البطل الذي طارده الظل
المنحوس بماذا؟ الإصابات في اللحظات الحاسمة.
القصة:
أنخيل دي ماريا، الجناح الأرجنتيني، يُعد من أفضل لاعبي جيله، بتمريراته الحاسمة وأهدافه الحاسمة. لكنه واجه سوء حظ لا يُصدق في البطولات الكبرى. في نهائي كأس العالم 2014، أصيب قبل المباراة ضد ألمانيا، مما أثر على أداء الأرجنتين. كما أصيب في نهائيات كوبا أمريكا 2015 و2016، مما جعله يغيب عن لحظات حاسمة. حتى في مسيرته مع الأندية، مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان، كان غالبًا في ظل نجوم أكبر، رغم تألقه.
لماذا منحوس؟
دي ماريا فاز أخيرًا بكوبا أمريكا 2021 وكأس العالم 2022، لكن إصاباته المتكررة في اللحظات الكبرى جعلته يُلقب بـ"المنحوس" لسنوات طويلة.
لماذا يطارد النحس هؤلاء النجوم؟
سوء الحظ في كرة القدم قد يأتي من عدة مصادر:
الإصابات : كما في حالة فان باستن ورونالدو، التي تقطع مسيرة اللاعب في ذروته.
القرارات الخارجية : مثل أزمات تحكيمية أو ظروف فريق ضعيف، كما حدث مع بست وباتيستوتا.
التوقيت السيئ : إصابات في مباريات حاسمة، كما عانى دي ماريا.
هؤلاء اللاعبون، رغم النحس الذي طاردهم، تركوا بصمة لا تُمحى في كرة القدم. موهبتهم، إصرارهم، وروحهم القتالية جعلتهم أبطالًا حتى في مواجهة الحظ العاثر. كرة القدم ليست فقط عن الكؤوس، بل عن القصص التي تُروى، وهؤلاء النجوم كتبوا قصصًا تستحق الاحتفاء. من هو اللاعب الذي تعتقد أنه كان الأكثر نحسًا؟ شاركنا رأيك!